زاد الاردن الاخباري -
ما حصل يوم امس الاول في مجلس النواب لا يخلو من الطرافة وهو مثال على ان اللغة المستفزة ،توتر اجواء العمل بعيدا عن الاهداف الحقيقية.
كيف ذلك ،،،؟
اثناء تعقيب احد النواب على مادة وردت في متن اتفاقية شراكة اردنية بريطانية ، انتقد مادة نصها ( يسود النص الانجليزي )
واقترح عوضا عن ذلك ( يحكّم النص الانجليزي )
النتيحة من حيث الاثر القانوني واحدة .
ولو قال النائب ، يجب ان تكون العبارة ان النصوص العربية و الانجليزية متساوية الحجية ، وعند التعارض يطبق النص الذي تقتضيه مباديء تحقيق العدالة و الانصاف ...، لكانت المداخلة اقرب الى الجوهر و اجدر باثارتها من حيث المضمون .
لكن بما ان الطرفين الحكومة والنواب قد اتفقا على تطبيق النص الانجليزي ، فتغدو الملاحظة شكلية ، وتذكرنا بمثل عربي قديم
( اوسعتهم شتمًا وساروا بالابل )
فالمحصلة النصوص الانجليزية ستحكم .
لكن اختيار النائب على طريقته ان يعرض اكتافه السياسية ، بالنيل من الوزراء اجبر رئيس الوزراء وربما وبتلقائية غير مقصودة غالبا، الى القول
( الاتفاقية مع دولة بريطانيا العظمى) و استعمال كلمة العظمى و لوكان اقتباسا حرفيا من الاتفاقية ،
لكنه زلة لسان غير موفقة سياسيا ، لان تعبير العظمى ، اسم تفضيل ، ويحمل معنى عدم التكافؤ ، ايا كان ، فقد تدحرجت الكلمة مثل كرة الثلج ، واصبحت بريطانيا تلحق بالعظمى في كل مناسبة فاضاف مراسل التلفزيون الاردني في نهاية التقرير على شاشة التلفزيون اتفاقية الشراكة مع بريطانيا العظمى .
ولكن الله سلم ، فوزير الصحة ، وفِي تقريره
حول كورونا ، اكتفى بعبارة السلالة البريطانية ، و لم ينعتها بالعظمى و الحمد لله .
مارد اعلاه ليس مزوادة سياسية ، لكنه نموذج واقعي ، على ان لغة الحوار تحكم النتائج وتبتعد عن الثمرة والمثل الشعبي يقول
العيب مش بالرمانة القلوب مليانة.