سوريون يلجؤون لبرشلونة وريال هربا من مراقبة الهواتف

زاد الاردن الاخباري -

لجأ السوريون إلى اختراع لغة مشفرة في أحاديثهم الهاتفية خوفا من مراقبتها من قبل عناصر الأمن، إذ يعمد البعض إلى إتباع طرق ملتوية في الكلام إذا تعلق الأمر بالحديث في السياسة أو بخصوص التظاهرات المشتعلة في سوريا.
الطريف أن برشلونة -النادي الإسباني العريق- يتم استخدامه للدلالة على "نظام بشار الأسد"، بينما غريمه ريال مدريد للإشارة للمعارضة.
وتضع كاتبة السيناريو إيمان سعيد تعليقا على صفحتها على موقع فيس بوك 'أصبح لأمي شفرتها الخاصة بكل حديث لي معها على الهاتف: خلص الرشح (انتهى الرشح) تعني توقف صوت الرصاص، تخانقوا ولاد أخوك (تعاركوا) تعني يوجد اضطرابات على مسافة منها، الطقس عاطل لا تأتي اليوم، تعني أن هناك حواجز"، بحسب صحيفة القبس الكويتية الأحد الأول من مايو/أيار.
وعن هذا الأمر، تقول ميسون (25 عاما): 'أنا أرتجل كل مرة. أثناء المكالمة الماضية مع والدي في اللاذقية، تكلمنا عن برشلونة وريال مدريد". وتوضح أن "برشلونة (النظام) هو الفريق الأقوى... لكن ريال مدريد (المعارضون) هو من يربح اللعبة".
وتضيف ميسون "عندما كنا خائفين كنا نقول عكس ما نريد، مثلا الله يخلي لنا النظام'. وتقول: 'مازلنا منتبهين، ولكن من كثرة الموت لا يعود المرء خائفا مثلما كان من قبل'. لكن إيمان وهي صحافية في العقد الرابع تسلك طريقا آخر.
وتتابع 'أنا أحكي ما لدي بوضوح.. ما عدت أهتم، رغم أن أمي ترجوني ألا أقول أو أكتب شيئا على فيس بوك'.
وتقول 'كل الشعب السوري عنده إحساس بأن خطه الهاتفي مراقب'، متسائلة 'معقول أن يستطيعوا مراقبة 23 مليون مواطن سوري مع هواتفهم الثابتة والمتحركة وفيس بوك؟'. وتختم 'لقد وضعوا بداخل كل منا رقيبا يقول له لا تتكلم، اصمت، حين يهم بالكلام'.
العرس = مظاهرة
أما هنادي (30 عاما)، فتقول "أحكي على الهاتف مثلما أحكي في كل مكان"، لكنها تلفت إلى جارتها الحمصية (من مدينة حمص) حين تتحدث للاطمئنان على إخوتها في حمص، فتقول لأختها "هل ذهب إخوتك الصغار إلى العرس؟"، وأختها يجب أن تفهم من دون اتفاق سابق أن العرس يعني تظاهرة.
كلمة العرس ليست وحدها التي تعني التظاهرة، البعض إذا أراد أن يسأل على الهاتف عن تظاهرة في مكان ما يقول "هل هناك غبار في تلك المدينة؟"، كما يقول مهيار (25 عاما).
ويضيف أن هناك تعبيرات مثل "المطر، والغيم، والصحو، لكن في يوم الجمعة السابق التبس الأمر على الناس، إذ نزل مطر بالفعل، وحين صرت تسأل عن المطر قاصدا التظاهرة كان يفهم أنك تعني المطر الحقيقي".