في الكرك، تجمع الخميس الماضي «عاطلون عن العمل» في ساحة القلعة الامامية برغم الكورونا، وذلك بعدما تلقوا وعودا رسمية بدراسة مطالبهم والبحث عن فرص عمل لتشغليهم. غير ان المتعلطين حضروا وغاب مسؤولو المحافظة من حكومة ونواب، وتخلفوا عن حضور اللقاء رغم ان الدعوة وجهت من خلالهم، ودون تقديم اعتذار او تبرير لاسباب لعدم الحضور.
بقي المتعطلون عن العمل لاكثر من ساعتين ينتظرون تحت هطول الامطار، وبعد نفاد صبرهم خرجوا غاضبين لينفذوا مسيرة احتجاجية
انطلقت من قلعة الكرك توقفت عن الدوار « حصان صلاح الدين «، ورددوا خلالها شعارات تطالب في العدل والانصاف والحق في التوظيف،و توفير ابسط شروط العيش فرصة عمل.
فرص العمل والتشغيل في الكرك مغتصبة. عاطلون عن العمل يناضلون ويحتجون ويطالبون بغضب للحصول على فرص عمل في شركات ومشاريع كبرى موجودة داخل الحرم الجغرافي للمحافظة الكرك. لا يريدون غير حقهم العادل في التوظيف والتشغيل وانصافهم في الحصول على فرص عمل.
معدل البطالة في الكرك لربما هو الاعلى اردنيا. ولقمة العيش وفرصة العمل اقل منالا. والكرك تحتضن اكبر شركات التعدين وصناعة الاسمنت والطاقة وشركات توليد الكهرباء وشركات الانتاج الغذائي والزراعي.
وما يزيد من وتيرة غضب الكركية. ولا شركة ومشروع مما ذكرت تقيم مكاتب لادراتها في الكرك. غضب ولعنة على الكرك غير مفهومة، وكنوز من الثروات الطبيعة والمشاريع الكبرى في مجال المدينة. فما الجدوى من الاستثمار ان لم يحقق تنمية ويستوطن راسماله في المدينة، ويحقق مردودا في التنمية والبطالة والفقر،و الخدمات، والبنى التحتية ؟!
ومما اصاب الكرك وجعلها لا تقف مكانها وتتراجع الى الخلف، ان ساسة ونوابا واعيانا يتخلون عنها، ولا يتكلمون بلغة اهلها، ولا يحسون باوجاع وهموم الناس، ويفضلون ان يسكنوا خارج الكرك، ولا يعودون اليها الا في مواسم الانتخابات والاحتفالات الرسمية.
احتجاج المتعطلين عن العمل ليس جديدا. بل هي عودة للاحتجاج، وذلك بعدما قامت شركات كبرى برفض تعيين ابناء المحافظة، والى جانب تسرب معلومات ان وزارة الصحة ايضا قامت بالتعيين من خارج المحافظة ممرضين وفنيين وموظفي سجلات طبية وغيرها من المهن الطبية في المستشفى الميداني الجاري الاستعداد للاعلان عن جاهزية تشغيله رسميا.
الكركية يسالون هذه الايام، لماذا يختطف حقنا في العمل ؟ تسمع كلاما احتجاجيا كثيرا، وتسمع اسئلة كثيرة مغموسة بالمظلومية والتهميش والنسيان. وهي اسئلة عن واقع لا افتراض وخيال، او رغبة مجردة لشباب ليمارسوا الاحتجاج، انهم يريدون حقهم في العمل وتكريس سياسات تشغيل وتوظيف عادلة ومنصفة لابناء المحافظة.
وراء كل عاطل عن العمل عائلة فقيرة ومحتاجة، وامال واحلام لاب وام. عدد كبير من المواطنين لايستطيعون توفير لقمة العيش لهم ولاولادهم. وهذا الحال قبل كورونا، فما بالكم اليوم في زمن الوباء، فحدث بلا حرج.
الكرك مدينة ثائرة ووادعة في التاريخ، ولا تستحق كل هذا الاهمال والتهميش والنسيان.