تخوفات لغياب الرقابة على مطاعم تقدم «الأكل الخليجي» في عمان
زاد الاردن الاخباري -
عمان - الدستور - فارس الحباشنة
وجبات الأكل الخليجي في عمان يلجأ اليها طلاب الجامعات الاردنيين والعرب، لانخفاض سعر الوجبة الواحدة منها مقارنة بتكلفة اي وجبة غداء اخرى او سندويشات مطاعم الاكل السريع، فقد باتت وجبة رئيسة لآلاف الطلاب.
لكن.. راحة الجيب ورخص الوجبة لا يعني على كل الاحوال الاطمئنان من الناحية الصحية، فبعض المطاعم التي انتشرت في عمان تغيب عنها الرقابة الصحية والغذائية، ويشتكي مرتادوها من تعرضهم الى اوجاع في البطن وتقيء بشكل غريب وخطير على صحتهم، اضافة الى ان عمليات طهو الأكل الخليجي تخرج عن سياق الرقابة الغذائية لامانة عمان الكبرى ووزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والدواء التابعة لها.
فكيف يمكن لوجبة مكونة من نصف دجاجة و300 غرام من اللحم المستورد ان تكون كلفة بيعها للمستهلك 3 دنانير يضاف اليها صحن رز كبير وصحن سلطة خضار وصحن شوربة عدس وعلبة مشروبات غازية او ماء صغير.
ثم ما هي الاضافات التي توضع على الارز واللحم الابيض والاحمر وتجعل منه مرغوبا الى هذا الحد؟ احد المختصين في علم التغذية وصناعتها بين لـ»الدستور» تخوفه العلمي والمعقول من طريقة طهي الاكل الخليجي في الاردن والمواد التي تستعمل لغايات الجودة والاضافات الكيماوية وغيرها من طرق اعداد الطعام الخليجي.
ويشير الى ان نوع وجودة اللحوم التي يعد منها للطهي، تنعكس منطقيا على الاسعار، اضافة الى ان اليات الرقابة الغذائية في الاردن على المطاعم التي تقدم الوجبات الخليجية تحتاج بحسب رأيه الى ان يتمتع المشرف او المفتش الغذائي بثقافة ودراية كافية في تقييم طرق الطهي صحيا ومطابقتها للمعايير الوطنية المعتمدة عند امانة عمان ودائرة الغذاء والدواء.
وفيما تغش بعض المطاعم زبائنها، فانها تتحدث وتعلن عن تقديمها للحم «جيد وطازج» يكون هو المكون الاساسي للوجبات، علما بانك اذا ما فكرت مليا في الاسعار المعروضة تجد ان المطاعم تتكبد خسائر فادحة اذا كان ذلك الامر حقيقيا، فكليو اللحم المستورد يباع في المولات بـ 7دنانير وكيلو الدجاج بـ 270 قرشا.
من جهة اخرى، فان بعض المطاعم تدعي انها تقدم لحوما بلدية، وهذا ما يثير الاستغراب اكثر، فكيلو اللحم البلدي وصل سعره لاكثر من 10دنانير.
وفيما يبدو ان طهي الأكل الاردني والشامي اسهل، فان الاكل الخليجي معقد بعض الشيء وثقافتنا الغذائية لتمييز جودته والاقرار بها، ما زالت محدودة، وضعيفة وفقيرة وتحتاج الى وقت طويل حتى نصل الى تذوق حقيقي للطعام الخليجي.
الى جانب ذلك، تنتشر «مطاعم خليجية» في عمان تقدم اصنافا اخرى من طعام بلادها لا تستعمل الارز كما هو مشهور عن المطبخ الخليجي، بل «الخبز» واللحم الابيض والاحمر لاعدادها.
«الدستور» وصلت الى مطابخ بعض المطاعم التي تقدم الأكل الخليجي، وحاصرت بالدلالات والشهادات واقعا صحيا مقلقا ومؤلما ولا يوحي بأنها تلتزم بالمعايير الوطنية للغذاء والطعام.
من جانبها اكدت مصادر مسؤولة في امانة عمان معنية بالاشراف على السلامة الغذائية انها ستنظم جولات قريبا على «المطاعم الخليجية» في عمان للتأكد من التزامها بالمعايير الغذائية، واشارت المصادر الى ان جولات المفتشين ستقوم باخذ عينات من الطعام لفحصها مخبريا واتخاذ قرارات حاسمة بحق اي مطعم تثبت مخالفته للقانون.
ونوهت المصادر الى ان عددا من الشكاوى وردت للامانة بخصوص عدد من المطاعم المخالفة سيتم التأكد من مخالفتها من خلال جولات التفتيش والفحص المخبري للاطعمة.