زاد الاردن الاخباري -
في الأيام القليلة الماضية أعادت البحرية الأميركية تموضع أماكن بعض قطعها الحربية، لتنقل بعضها من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ودخلت السفينة الحربية الأميركية "يو إس إس جون ماكين" عبر مضيق تايوان، كما تحركت حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" الخليج بعدما قضت أشهرا عدة إلى المنطقة الخاضعة لقيادة "إيندو-باكوم".
وتعتبر هذه التحركات الأولى منذ تسلم الرئيس الأميركي، جو بايدن، صلاحياته، حيث يرى البنتاغون أنه يوجد لديها ما يكفي من قوة ضاربة في الشرق الأوسط للرد على أية تهديدات إيرانية، فيما تتجه البوصلة حاليا لتعزيز تواجد البحرية الأميركية في مناطق مختلفة حول العالم.
وبحسب تحليل نشرته مجلة ناشونال إنترست، فهذه التحركات ربما تكشف عن أولويات الإدارة الجديدة، ورؤيتها بأن التهديدات القادمة من الصين تعتبر أكبر التهديدات المحتملة في الشرق الأوسط.
ويشير التحليل إلى أن هذه العمليات تأتي في وقت يتزايد فيه التوتر بين الولايات المتحدة والصين، والتي تعتبر تايوان إقليما خاصا بها.
وتعتبر منطقة المحيطين الهادئ والهندي من المناطقة الشاسعة عسكريا، وهي تتطلب نطاقا مختلفا من استعراض القوة ردعا لأي صراع محتمل، كما يجب الاستمرار في التعامل مع الحلفاء الأساسيين في المنطقة لبيان مدى التزام واشنطن بالحماية من المخاطر والتهديدات غير المباشرة من قبل الصين.
ولا يمكن النظر إلى مسألة تعزيز القوة البحرية الضاربة في هذه المحيطات، بعيدا عن الاتفاق الأميركي – الروسي المتعلق بالحد من الأسلحة النووية، وهو ما يرسل رسائل هامة للصين، تتعلق بترسانتها العسكرية ومخزونها الحالي من الأسلحة النووية.
روبورت وود، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، والمفوض الأميركي للجنة الاستشارية الثنائية لمعاهدة ستارت، قال مؤخرا إنه يأمل بأن تنضم الصين إلى هذه الجهود الدولية.
وأبحرت السفينة "يو إس إس جون ماكين"، عبر مضيق تايوان نهاية الأسبوع الماضي، في خطوة لإظهار القوة والحماية التي تقوم بها في أعالي البحار، والممرات الدولية وفقا للقانون الدولي.
وقال الأسطول الأميركي السابع في بيان حينها إن "العملية الروتينية لمدمرة الصواريخ الموجهة من طراز أرليغ بورك تمت وفقا للقانون الدولي".
وأضاف: "عبور السفينة عبر مضيق تايوان يظهر التزام الولايات المتحدة بحرية ومفتوحة بين المحيطين الهندي والهادئ. وستواصل واشنطن الطيران والإبحار والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي".
تعد حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز (CVN-68) والتي ترسو الآن في منطقة الخليج، بعد التهديدات التي أرسلتها إيران للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدد آخر من المسؤولين الأميركيين، من أهم حاملات الطائرات الأميركية.
وفي مطلع فبراير، أعلن البنتاغون أن حاملة الطائرات "يو أس أس نيميتز" قد غادرت منطقة الخليج بعدما قضت أشهرا عدة في مياهه.
وأكد مسؤولون أن الولايات المتحدة تملك وجودا كافيا في الشرق الأوسط "للرد" على أي تهديد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي حينها إن "المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات نيميتز أبحرت من نطاق مسؤولية القيادة المركزية" المسؤولة عن الشرق الأوسط بأسره متجهة إلى المنطقة الخاضعة لقيادة المحيطين الهندي والهادئ "إيندو-باكوم".
ولفت كيربي إلى أن بايدن تعتبر أن بقاء الحاملة في الخليج لم يعد ضروريا لتلبية الاحتياجات الأمنية الأميركية، بعدما عززت إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، الوجود العسكري الأميركي في الخليج لمواجهة الأخطار الإيرانية.
وأضاف أن وزير الدفاع الجديد، لويد أوستن "يعتقد أن لدينا وجودا قويا في الشرق الأوسط للرد" على أي تهديد.
وشدد كيربي على أن "الوزير كان على دراية بالصورة الجيوستراتيجية الأكبر عندما وافق على انتقال المجموعة الضاربة للحاملة من نطاق مسؤولية القيادة المركزية إلى نطاق مسؤولية إيندو-باكوم".