زاد الاردن الاخباري -
قتل تنظيم داعش نحو 26 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها الإثنين ، فيما اعلنت دمشق عن اتصالات مع بغداد للتنسيق لمحاربة التنظيم المتطرف
هجوم جديد
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان الهجوم يعكس تكثيف التنظيم هجماته، ويقول محللون، صعوبة القضاء نهائياً على خلاياه التي تنشط في البادية السورية المترامية امتدادًا من شرق محافظي حماة وحمص (وسط) وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور (شرق).
وأوضح المرصد أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين ينشطون في البادية السورية نفذوا صباح الإثنين كميناً عبر استهداف رتل عسكري لقوات النظام ومسلحين موالين لها في بادية مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي. واندلعت اثر الكمين اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
أوقع الهجوم 26 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما قتل 11 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية، وفق المرصد، الذي أشار إلى أن القوات الحكومية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى منطقة الاشتباكات.
ومع ازدياد وتيرة هجمات التنظيم، تحولت البادية السورية إلى مسرح لاشتباكات خصوصاً بين الجهاديين وقوات النظام المدعومة روسياً.
وينطلق التنظيم في هجماته على قوات النظام تحديداً، من نقاط تحصّنه في منطقة البادية، رغم الغارات الروسية التي تستهدف مواقعه بين الحين والآخر دعماً للقوات الحكومية التي تقوم بعمليات تمشيط في المنطقة بهدف الحد من هجمات الجهاديين.
رغم الخسائر الفادحة التي تكبّدها خصوصاً مع إعلان قوات سوريا الديموقراطية، وهو ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، في آذار/مارس 2019 القضاء عليه، يواصل التنظيم المتطرف خوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له من جهة والقوات الكردية من جهة ثانية.
تنسيق مع بغداد
في الاثناء قال تقرير للجنة الأمن البرلمانية العراقية يوم الاثنين 08 فبراير 2021 إن اتصالات تجري بين بغداد ودمشق للتنسيق بين العاصمتين لمواجهة تنامي خطر تنظيم الدولة الإسلامية في الدولتين الجارتين.
وأضاف التقرير أن من بين التفاهمات المطروحة هو قيام قوات برية عراقية بعبور الحدود لضرب التنظيم او شن غارات جوية عراقية او عمليات خاصة لاغتيال قادة التنظيم داخل الأراضي السورية على الحدود.
هذا وأعلن قائد القوات البرية، قاسم محمد صالح، عن إجراءات جديدة لتأمين الحدود مع سوريا ومنع تسلل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية من خلال حفر الخنادق ووضع الأسلاك الشائكة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية العراقية عن صالح قوله إن هناك جهداً كبيراً لتطوير الحدود المشتركة مع سوريا، من بينها "إنشاء الخنادق التي تعيق الحركة، ووضع الأسلاك الشائكة، وتكثيف المراقبة الالكترونية، من أجل إدامة الزخم الأمني".
في بداية الشهر الحالي، قتل 19 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم شنّه تنظيم الدولة الإسلامية شرق حماة. كما قتل بداية العام الحالي نحو 40 عنصراً من تلك القوات في كمين نصبه الجهاديون في البادية أيضاً.
ووثق المرصد منذ آذار/مارس 2019، مقتل أكثر من 1300 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها فضلاً عن أكثر من 700 جهادي جراء الهجمات والمعارك.
وقدّرت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات جهادية أخرى في تقرير الشهر الحالي أن لدى التنظيم المتطرف عشرة آلاف مقاتل "ناشطين" في سوريا والعراق.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن غالبية هؤلاء يتواجدون في العراق، إلا أن "الضغط الذي تمارسه قوات الأمن العراقية يجعل تنفيذ عمليات تنظيم الدولة الإسلامية (على أراضيها) أكثر صعوبة" مقارنة مع سوريا.
توفّر البادية السورية في محافظة دير الزور، بحسب التقرير، "ملاذاً آمناً لمقاتلي" التنظيم الذين أنشأوا "علاقات مع شبكات تهريب تنشط عبر الحدود العراقية".
وأسفر النزاع في سوريا منذ اندلاعه في العام 2011، عن أكثر من 387 الف قتيل، وأدى الى استنزاف البنى التحتية والاقتصاد، عدا عن تشريد أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، وتهجير 5,5 ملايين خارجها، وفق الأمم المتحدة.