الدكتور: رشيد عبّاس - السلاح يهرم ويعجز كما يهرم الإنسان ويعجز تماماً, ومع مرور الزمن يصبح السلاح في لحظة ما عاجزاً عن تحقيق الأهداف العسكرية الجديدة والمستجدة, تلك التي يتم وضعها من قبل الدولة.. اية دولة في العالم, فالأهداف بكل تأكيد تتغير وتتجدد وتتطور باستمرار مع تجدد وتطور الأحداث والمواقف, وهذا يتطلب تجديد وتحديث السلاح للدولة.. اية دولة في العالم بين الفينة والاخرى, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا, هل أسلحة العرب تواكب المستجدات والتطورات الميدانية كما هو الحال عند الإسرائيليين؟
عند إجراء مقارنة بسيطة وسريعة بين سلاح العرب وبين سلاح إسرائيل نجد أن هناك تباين كبير وكبير جدا, وهذا بالضرورة يعكس سياسة الدول العظمى المصنّعة والمصدرة للسلاح والتي تزوّد الدول المستوردة بالسلاح, لتبقى بقصد مع سبق الإصرار الدول القوية قوية, والدول الضعيفة ضعيفة إلى ما شاء الله, آخذين بعين الاعتبار نظرية (البقاء للأقوى), وعليه ومن هذا المنطلق فمن هو الأقوى اليوم يا ترى؟ العرب بسلاحهم القديم أم اسرائيل بسلاحها الجديد.
الأقوى اليوم هو من يفرض على الدول المصنعة للسلاح تزويده بأحدث طبعة ونسخة من السلاح, وليس بتزويده بأقدم طبعة ونسخة من السلاح, فالسلاح القديم هو دون ادنى شك فيه هدر مالي كبير, وفيه عبء عسكري ضخم , وفيه مضيعة للوقت, وفيه صيانة عبثية, وفيه معنوي منقوصة, وفيه انكسار ميداني, ..فإما سلاح حديث متطور, وإما بلا, فالسلاح القديم لا يصلح بعد فترة من الزمن حتى لصيد الأرانب البرية, وقد يسأل البعض هنا, هل تستطيع أي دولة من الدول العربية فرض بيعها سلاح حديث من الدول المنتجة له؟ الجواب نعم, ويمكن الاستفادة من تجارب إسرائيل في كيفية حصولها على السلاح الحديث من أمريكيا, في الوقت الذي كان فيه علاقات عربية أمريكية جيدة قبل ولادة دولة اسرائيل عام 1948م.
ونسأل هنا, هل طائرة (هوكر هنتر) الموجودة لدى بعض امتنا العربية والتي أصبحت لصيد الأرانب البرّية, كطائرة (إف–35) المقاتلة الامريكية والموجودة لدى الإسرائيليين والتي إذا حضرت سماء المعركة غيّرت معها وجه الجوّ, وهل دبابة (إم–60) باتون الموجودة لدى بعض امتنا العربية والتي أصبحت وظيفتها لشق الطرق الزراعية, كدبابة (إم-1) إبرامز الأمريكية والموجودة لدى الإسرائيليين التي إذا حضرت أرض المعركة غيّرت معها وجه الأرض, وهل بندقية (إم -16) الامريكية الموجودة لدى بعض امتنا العربية والتي أصبحت للأعراس, كبندقية(أم-4) الأمريكية والموجودة لدى الإسرائيليين التي إذا حضرت أرض المعركة غيّرت معها وجه الطبيعة.
انا لستُ عسكرياً ولستُ بخبير عسكري, ولكن افهم كغيري من البشر أن السلاح الحديث والمتطور هو في نهاية الأمر سيد الموقف, وهنا اعتقد جازما اننا لو قمنا جدلا بتبديل السلاح الموجود مع العرب, مع السلاح الموجود مع الإسرائيليين, أعتقد أن المعادلة, معادلة موازين القوى ستتغير في ليلة وضحاها, نعم الأسلحة الموجودة لدى العرب اليوم هي أسلحة لصيد الأرانب البرّية فقط, وعلى العرب أن يضعوا استراتيجية مشتركة جديدة لامتلاك الأسلحة الحديثة والمتطورة بأجيالها الجديدة من أي مكان كان, ذلك أن أرادوا العزة والكرامة, وأن أرادوا البقاء على هذه البصيرة.
وبعد,
يقول المثل الهندي: إذا أردت قتل الأرنب, فأحمل السلاح الذي يردي النمر..