لم يتوانَ جلالة قائد الوطن منذ اعتلائه العرش على تقديم السند والدعم لحماة الوطن من ضباط وأفراد القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية ، وبالأخص منهم المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى ، حيث يشهد جلالته لهؤلاء الرجال بأنهم أفنوا سنوات أعمارهم وزهرة شبابهم يتنقلون بين ثغور الوطن مدافعين عن الحمى وحارسين للحدود من كل معتدٍ أثيم .
واليوم بعد أن أصبحوا متقاعدين فهم يستحقون الوفاء والتقدير ، ولأجل ذلك وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الجهات المعنية في يوم الوفاء لهؤلاء الرجال للمباشرة بتنفيذ برنامج - رفاق السلاح - لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى ، الذي أشرف على إعداده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ، وذلك تقديراً من جلالته وولي عهده الأمين لعطائهم الموصول وجهودهم التي لم تنقطع بعد الخدمة ، إذ هم عزٌ للأردن وأهله في كل موقع وفي كل وقت .
ويتضمن البرنامج صرف 438 مليون دينار للإسكان العسكري حيث يستفيد منه 27 ألفا من الأفراد وضباط الصف في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية خلال العام الجاري ، إضافة الى إنشاء مسارات خاصة للمتقاعدين العسكريين في الدوائر الحكومية لتشمل دوائر أوسع في المستقبل ولتكون مبادرة يحتذى بها في القطاع الخاص .
ومع أنهم تقاعدوا من الخدمة إلا انهم لم يتقاعدوا عن إخلاصهم وحبهم للوطن ، فهم ما زالوا يقدرون جهد جلالة الملك الموصول لهم ، والذي لا يترك أي مناسبة إلا ويستغلها في تكريم وشكر المتقاعدين والمحاربين ، وهم بالمقابل لا زالوا على العهد باقين ، ناذرين انفسهم لخدمة الوطن ليبقى قويا منيعا .
ان الخامس عشر من شباط يوم وطني للوفاء للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين ، إذْ يحمل في طياته معانٍ سامية ودلالات عميقة ، فهذا التاريخ تحديدًا ، يعتبر يوماً من أيام الأردن المشرقة ، ففيه تخليد للدور الكبير الذي قام به الأبطال في التصدي للدفاع عن ثرى الأردن ، وفيه عبق الشهادة والقتال في يوم الكرامة ، ونحن اليوم نرنو إليهم بحبّ وتقديرٍ وعرفان ، فمن أفنى زهرة شبابه وعمره فداءً للوطن ، فهو لا يريد إلا أدنى مقابل لما قدّمه وضحّى به .
فبالإنابة عن المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى نتقدم نحن كمواطنين لجلالته بصادق المحبة والإخلاص على هذا التقدير والتكريم لحماة الوطن ، الذائدين عن حياضه والمفتديين عن أرضه وشعبه بأرواحهم في سبيل عزة وطنهم وكرامته .