رمضان الرواشدة - كنا نعتقد ان العام الحالي سيكون احسن بكثير من العام الماضي الذي اجتاح فيه فيروس كورونا العالم وتسبب باصابة اكثر من 100 مليون انسان ووفاة اكثر من مليون ونصف المليون ولكن يبدو ان الأخبار والتحليلات من الخبراء الطبيين تؤكد اننا امام مرحلة طويلة من المعركة مع هذا الوباء . يضاف الى ذلك البطء الحاصل في توزيع اللقاحات حول العالم بسبب نقص التوريد وتأخر عمليات التطعيم خاصة في دول العالم الثالث ، ومنها الاردن، ستزيد من انتشار الوباء مما يقتضي اجراءات مشددة وغير عادية لحماية الناس لأنفسهم من الإصابة.
التصريحات الاخيرة لوزير الصحة البريطاني والاطباء في العالم تشير الى ان النسخة البريطانية من الفيروس المتحور ستبقى لمدة عشر سنوات وان هنالك دراسات تجرى لمعرفة مدى قوة اللقاحات الحالية في مواجهة تحورات الفيروس في مختلف انحاء العالم.
هذا الامر يذكرنا بالانفلونزا المسماة بالاسبانية التي اجتاحت العالم من عام 1918 الى 1920 وادت الى وفاة اكثر من 50 مليون انسان ، حسب الاحصاءات المنشورة، ولم تنتهي الانفلونزا الى يومنا الحالي حيث تحوّرت وظهر منها سلالات كثيرة. ومع ان العلماء اخترعوا لقاحات للانفلونزا الا ان المرض امتد وتوسع وادت الى ملايين الاصابات في كل سنة وبالتالي احتاج العالم الى اختراع لقاح سنوي لهذا المرض ما زال يعطى سنويا . هذا الامر هو ما سيحصل مع فيروس كورونا اذ اننا سنكون بعد فترة امام حالة تحتاج من وزارات الصحة الوطنية الى حملات تطعيم سنوية لتشكيل مناعة مجتمعية او ترك الامر لتشكيل ما يسمى بمناعة القطيع وهو الاخطر على صحة المواطنيين.
في الاردن ورغم الجهود الكبيرة المبذولة من وزارة الصحة والمركز الوطني للامن وادارة الازمات للحصول على لقاحات تكفي لحوالي 25 بالمائة من سكان الاردن الا اننا اصطدمنا بعقبة التوريد من الشركات العالمية المزودة للقاح كورونا بسبب نقص كبير في التصنيع من جهة وبسبب حصول الدول الغنية على اغلبية اللقاحات من جهة اخرى.
ورغم التصريحات العديدة من الحكومة حول طلب الحصول على المزيد من اللقاحات الا اننا لم نقطع سوى خطوة بسيطة في هذا الاتجاه وكان التعويل الكبير ان يتم تطعيم ما بين 50 الفا الى 70 الف مواطن يوميا وهذا الأمر لم يحصل بتاتا ويحتاج الى وقفة مراجعة من الحكومة وتطوير الاتصالات بالشركات المنتجة للقاحات لتوفيرها باسرع وقت ممكن.
الاردن ليس وحيدا في هذا المجال فهناك دول كثيرة تعاني نفس المعاناة مع ان هناك دول قريبة منا طعّمت اكثر من ربع عدد سكانها وهذا الامر يتطلب من الحكومة المسارعة بجهودها لتأمين اللقاحات من شتى الشركات المنتجة والا سنكون امام حالات صعبة وكبيرة من الاصابات ربما تؤدي الى عودة الإغلاقات والحظر الشامل وغيرها من اجراءات وقائية .
awsnasam@yahoo.com