زاد الاردن الاخباري -
رفض معارضو الانقلاب العسكري في ميانمار، ومن بينهم أسماء مرموقة ونشطاء بارزون وطلاب، ما يؤكده الجيش من وجود تأييد شعبي للإطاحة بالزعيمة المنتخبة أونج سان سو تشي، وقالوا إن حملتهم لن تهدأ فيما تستعد مدن البلاد لتظاهرات تنديدا بالانقلاب وسط تحذير اممي بانتشار العنف
المعارضون يرفضون مزاعم الجيش
وعبر المعارضون عن تشككهم البالغ في تعهدات المجلس العسكري خلال مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، بإجراء انتخابات نزيهة وتسليم السلطة، وذلك في الوقت الذي وجهت فيه الشرطة تهمة جديدة لسو تشي.
الزعيمة تواجه الآن تهمة مخالفة قانون التصدي للكوارث الطبيعية في البلاد، بالإضافة إلى الاتهامات المتعلقة باستيراد 3 أجهزة اتصال لاسلكي بشكل مخالف للقانون.
وقال سيتو أونج، العضو المنتخب في حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الذي تتزعمه سو تشي، أمام حشد متجمع عند معبد سولي، وهو نقطة احتجاج مركزية في مدينة يانجون “نحن هنا الآن لنؤكد أننا لسنا ضمن الأربعين مليونا الذين تحدثوا عنهم”.
وكان البريجادير جنرال زاو مين تون المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم قد قال في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء إن 40 مليونا من بين سكان ميانمار البالغ تعدادهم 53 مليونا يؤيدون تحرك الجيش الذي أكد أنه يتماشى مع الدستور.
يقول الجيش إنه حدث تزوير في انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني التي فاز فيها حزب سو تشي والتي كان من المتوقع أن تمهد السبيل لإصلاح ديمقراطي.
وأوقف معارضو الانقلاب اليوم الأربعاء سياراتهم في منتصف الشوارع وعلى الجسور متظاهرين بأنها تعطلت لعرقلة تحركات الشرطة وشاحنات الجيش ومنعها من تفريق المحتجين.
عطل سيارتك
وانتشرت الدعوات سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق حملة (عطل سيارتك) بعدما عادت خدمة الإنترنت التي حجبها الجيش خلال الليل.
وسرعان ما ظهرت صور كثيرة لسيارات عرقلت الحركة في الشوارع بافتراض أنها معطلة وقد رفع أصحابها غطاها الأمامي.
وتهدف هذه الحملة إلى جذب حشود ضخمة في يانجون وغيرها تعبيرا عن رفض الإطاحة بسو تشي واعتقالها.
في ظل تجمع معارضي الانقلاب، اليوم الأربعاء، في احتجاجات يأملون أن تظهر عدم صحة تأكيد الجيش على الدعم الشعبي للإطاحة بالزعيمة المنتخبة أونج سان سو تشي، على الرغم من تعهده بإجراء انتخابات جديدة.
رفض دولي
وأثار استيلاء الجيش على السلطة انتقادات شديدة في الغرب، وعبّرت واشنطن ولندن عن الغضب مجددا بعد توجيه تهمة إضافية لسو تشي. واتخذت الصين موقفا أخف، لكن سفيرها في ميانمار رفض، أمس الثلاثاء، اتهامات بأنها ساندت الانقلاب.
عبر توم آندروز مقرر الأمم المتحدة الخاص عن خشيته من استخدام العنف مع المحتجين ووجه دعوة عاجلة لأي بلد له تأثير على قادة ميانمار العسكريين للضغط عليهم من أجل تجنب ذلك.
وأضاف في بيان “يتعين إنهاء القمع المستمر للحريات الأساسية وحقوق الإنسان في ميانمار على الفور”.
واعتقل الجيش المئات منذ الانقلاب أغلبهم خلال مداهمات ليلية. ومن بين المعتقلين أغلب كبار قادة حزب الرابطة الوطنية.
وعزز قطع خدمة الإنترنت خلال الليل الشعور بالخوف.
وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين في ميانمار إن ما يربو على 450 شخصا اعتقلوا منذ الانقلاب.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة “منزعجة” من تقارير عن توجيه تهمة جنائية إضافية إلى سو تشي. وفرضت واشنطن عقوبات جديدة الأسبوع الماضي على جيش ميانمار، ولم تعلن عن إجراءات إضافية أمس الثلاثاء.
كما شجب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التهمة الجنائية الجديدة قائلا إنها “ملفقة”.
مظاهرات
ويتظاهر آلاف البورميين الأربعاء 02/17 في شوارع رانغون ضد المجموعة العسكرية على الرغم من مخاوف من تصاعد العنف عبر عنها مقرر الأمم المتحدة بعدما تلقى معلومات عن نشر قوات من الجيش في المدينة.
يسير المحتجون باتجاه وسط العاصمة الاقتصادية للبلاد تلبية لدعوة إلى تظاهرة حاشدة الأربعاء لحث المجموعة العسكرية على إعادة السلطة والمطالبة بالإفراج عن أونغ سان سو تشي، حسبما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.
وقال أحد الطلاب لفرانس برس "اليوم يجب أن نكافح حتى النهاية ونظهر وحدتنا وقوتنا لانهاء النظام العسكري"، داعيا الناس إلى " النزول الى الشوارع" بكثافة.
وكان مقرر الأمم المتحدة توم أندروز صرح الثلاثاء أنه يخشى تجدد العنف بعدما أبلغ بإرسال قوات "من المناطق المحيطة" برانغون إلى المدينة. وفي محاولة لمنع قوات الأمن من الانتشار، قطع المتظاهرون محاور طرق عدة بالسيارات، مدعين أنها تعطلت.
وذكر صحافيو فرانس برس أنهم لم يُلاحظوا انتشارا للجنود والمدرعات في الوقت الحالي. لكن مقرر الأمم المتحدة توم أندروز يخشى تجدد العنف بعدما أبلغ بأن قوات أرسلت "من المناطق المحيطة برانغون" إلى المدينة.