زاد الاردن الاخباري -
هدمت جرافات السلطات الإسرائيلية تحت حماية قوات من الشرطة، صباح أمس الأربعاء، مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، وذلك للمرة 183 على التوالي.
ورغم حالة الطقس العاصفة والماطرة السائدة في البلاد، اقتحمت الجرافات قرية العراقيب وشردت أهلها في العراء. وجاء هدم خيام العراقيب أمس، بعدما هُدمت في المرة الماضية يوم 20 كانون الثاني 2021.
وتعتبر هذه المرة الثانية التي يتم فيها هدم خيام أهالي العراقيب منذ مطلع العام الجاري 2021، فيما يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من البرد القارس في ظل الأجواء الماطرة ورغم جائحة كورونا في البلاد.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلية هدم قرية العراقيب منذ العام 2000 في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
وواصلت السلطات هدم المنشآت والمنازل العربية في البلاد رغم الإعلان عن تجميد تعديل بند 116 أ في قانون التنظيم والبناء، حديثًا، وقيل إنه يُجمّد هدم آلاف المنازل العربية لعامين ما يتيح ترخيصها ومنع هدمها. وتواصلت عمليات الهدم استنادًا إلى قانون التنظيم والبناء الذي يعتبر «قانون كامينتس» جزءًا منه، بالإضافة إلى قانون الأراضي.
هذا، ويشار إلى أن بلدات عربية شهدت تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في الطيرة واللد وكفر قاسم في الآونة الأخيرة، ومساكن العراقيب التي هُدمت للمرة 183 على التوالي وغيرها في منطقة النقب.
كما هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلية منزلا يعود لعائلة أبو سمهدانة في قرية أم بطين، ومنزلا متنقلا وديوانا يعود لعائلة أبو صيام في مدينة رهط، ومسكنا في قرية الزرنوق بمنطقة النقب، جنوبي البلاد، أمس الأربعاء.
وأفاد شهود عيان أن السلطات الإسرائيلية تواصل حملة لهدم منازل ومنشآت في النقب بحماية قوات معززة من الشرطة والوحدات الخاصة التابعة لها، في ظل الحالة الجوية العاصفة.
ويعيش نحو ربع مليون عربي فلسطيني في منطقة النقب، يعانون التمييز الصارخ في حقوقهم الأساسية في مجالات السكن والتربية والتعليم والأجور والتوظيف وغيرها.
وتشهد القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب، كارثة إنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إذ تحرم هذه القرى العربية من أبسط مقومات الحياة من جراء سياسات وممارسات الظلم والإجحاف والتقصير من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بحق السكان هناك لا لشيء إلا لأنهم عرب أصروا على التمسك بأرضهم رافضين مخططات الاقتلاع والتهجير عن أرض النقب. ويُعد المجتمع العربي في النقب، اليوم، أكثر من ثلث سكان المنطقة في حين أن المجتمع اليهودي في المنطقة ازداد بشكل كبير في أعقاب تنفيذ مخططات تهويد النقب.
وحسب تقديرات مركز الإحصاء الإسرائيلي فإن 28% من العرب في النقب يسكنون في قرى مسلوبة الاعتراف إسرائيليا، لغاية اليوم. ورغم ذلك، فإنه بين 144 بلدة قائمة في النقب، دون المزارع الفردية (اليهودية في معظمها) توجد 18 قرية عربية أي نسبة %15 من البلدات في النقب فقط.
ويظهر الفصل في السكن بشكل شبه تام بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، إضافة للتمييز في السكن في مسح أوضاع السكن في القرى العربية بكل أشكالها والبلدات والتجمعات اليهودية في النقب.
يذكر أن بلدات عربية شهدت تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في عين ماهل ويافا وشفاعمرو وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وبلدات عربية بالنقب وغيرها.
إلى ذلك، استشهدت رحمة خليل أبو عاهور (67 عاما)، فجر أمس الأربعاء، بسكتة قلبية، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل شقيقها شرق بيت لحم، فيما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات وتفتيشات بمناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس تخللها اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين.
في محافظة بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال عددا من منازل المواطنين في قرية أبو نجيم، وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، بحسب ما أكد رئيس بلدية بيت لحم أنطون سليمان. وأفادت مصادر طبية محلية أن المواطنة المسنة أبو عاهور، استشهدت بسكتة قلبية، خلال اقتحام قوات الاحتلال، لمنزل شقيقها في قرية أبو انجيم شرق بيت لحم.
وأوضحت المصادر الطبية أن المسنة أبو عاهور أصيبت بحالة من الخوف والهلع الشديدين وأغمي عليها، خلال اقتحام قوات الاحتلال لمنزل شقيقها، بطريقة وحشية، ونقلت إلى مستشفى الجمعية العربية في مدينة بيت جالا، وهناك أعلن عن استشهادها جراء سكتة قلبية.
وبينت أن جنود الاحتلال عبثوا بمحتويات المنزل وعاثوا فيه فسادا وخرابا، واستولوا على أعلام فلسطينية ويافطات.
وتواصل قوات الاحتلال جرائمها واعتداءاتها بحق المواطنين بمناطق متفرقة بالضفة الغربية، من خلال عمليات المداهمات والاقتحامات اليومية، التي تعتقل خلالها المواطنين وتروعهم وتعبث بمنازلهم وتخرب محتوياتها.