زاد الاردن الاخباري -
ولادة الطفل الذكر وختانه(الطهور) كانتا ولاتزالان مناسبتان هامتان في حياة الاسرة الكركية . وثمة عادات قديمة كانت ترتبط بهاتين المناسبتين لكنها غابت الان وانتقلت الى عالم الذكريات.
فقديما كانت المرأة اذا جاءها المخاض تولدها القابلة الشعبية(الداية) التي تقوم بكافة الوظائف التي يقوم بها طبيب النسائية حاليا. وبعد الولادة يسمى المولود ويسجل لدى مختار العشيرة الذي يخبر بدوره دائرة الصحة في منطقته والتي كانت المسؤولة عن قيد النفوس انذاك .
واذا كان المولود ذكرا عمت الفرحة الغامرة فتذبح الذبائح وتقدم الحلويات التي كانت معروفة في ذلك الماضي الجميل (الحلقوم(الراحة) والحامض حلو (الملبس) والكعكبان وهو صفائح صغيرة من السكر المزين باللون الاحمر والقهوة العربية . اما ان كان المولود انثى فلايخفي معظم الاهل انزعاجهم ، ثم لامباركون ولامباركات بالمناسبة .
وخلال فترة النفاس تستقبل الام الوالدة نساء الحي اللاتي يأتين محملات بالهدايا التي كان ابرزها البيض والسكر والطحين والسمن البلدي , وكان يحذر على المرأة الحائض او الجنب زيارة النفساء اعتقادا بان ذلك يؤدي الى اصابة المولود بما يسمى (التفحيم) وهي حالة مرضية ينتج عنها بكاء المولود المتواصل مايؤدي الى ازرقاق لون وجهه فيصاب بما يشبه الاختناق.
واذا حدث ودخلت امرأة حائض او جنب على نفساء فان العلاج غسل المولود يوميا على مدى اربعين يوما ولابد لذلك كتقليد يستجلب البركة ان يوضع خاتم من ذهب في الماء الذي يغسل فيه الطفل .
اما الختان (الطهور) فكان له مراسم تشبة الى حد ما بعض مراسم زواج ذلك العصر , ومن الممارسات التي كانت ترتبط بالختان تأخير هذه العملية الى سن متقدمة قد تصل الى عمر (15) عاما وربما اكثر , وكان الختان يتم في بيت والد الطفل على يد مطهر اولاد شعبي كان يسمى ب(الشلبي) الذي كان يطوف القرى ومضارب بيوت الشعر حاملا حقيبته وفيها سكين صغيرة حادة(موس) وسائل مطهر ولفائف من القطن.
لم يكن الشلبي يستخدم التخدير المتعارف عليه الان للتخفيف من الام الطفل، بل كان يفاجئه بالهائه كأن يقول له يومي بيده إلى اعلى "طارت الحمامه" فيلتفت الطفل بنظره ليتم الشلي الخبير بالعملية عملية الختان بلمح البصر بكل ما كانت تسببه العملية من الام للطفل , وفي هذه الاثناء تكون نسوة على مقربة من موقع اجراء الختان يؤدين لونا من الغناء الشعبي الخاص بعملية الختان ومنه قولهن : (طهره يامطهر ومده ع امه يادمعة الزين سالت ع كمه...طهره يامطهر ومده ع خاله يادمعة الزين طاحت ع حاله...)
كان اهل الطفل يحيون ليلة الطهور الافراح وترفع الاعلام والرايات البيضاء فوق المنزل او بيت الشعر وتذبح الذبائح لاطعام الاقارب والاصدقاء وهو مايسمى ب(القِـرى) ويقوم المدعوون بعد تناول الطعام بتقديم النقوط للطفل وهو مبلغ نقدي يلقى في حجر الطفل الذي يرتدي ثوبا ويجلس ارضا بجانب والده, وهنا يقف على مقربة منه شخص مقرب من العائلة يسمى ب(المخلف) ودوره ان يثني بأعلى صوته على من يقدم النقوط وبصوت عال فيقول"خلف الله عليه والنبي ومن صلى عليه , هذي حبة في رأس فلان حيث يسمى الشخص الذي قدم النقوط".