للوطن علينا حق الإنتماء .. ولقائده حق المحبة والولاء .. !!

للوطن علينا حق الإنتماء .. ولقائده حق المحبة والولاء ..!!
بالأمس وبمناسبة عيد العمال كرم صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى أبنائه وأخوانه من " عمال الوطن " الذين كسروا حواجزاً كثيرة لثقافة بما يسمى " ثقافة العيب " ، حيث كان يصعب على أبناء مجتمعنا الأردني تجاوزها ، وكان المجتمع الأردني إلى وقت قريب يعتمد على أيدٍ مستورده لتحافظ على نظافة مدن وقرى هذا الوطن بحاراتها وزقاقها ، ونحن نعلم أن أيدي أبنائه أحنّ عليه وأوّلى بنظافتة من أيدي عمالة مستوردة لا تراعي سوى جمع أكبر ما يمكن من الدخل وتحويله الى خارج الوطن ..!!
عندما تلّمع العين طرباً وفرحاً بلقاء القائد ، وتخترق العَبْرَة حاجِزَ الجُفونْ ، ويرتَعِشُ الفؤادْ أمناً وأماناً وينعم بالسكون ، والاقدام تتشبث بعبق أرضٍ غُرِسَ فيها معنى التآخي والولاء للوطن وعرشه المفدى ، هذا يعنى أن للوطن علينا واجب الانتماء ، ولقائده حق المحبة والولاء ..!!
من اجينا الدنيا والوطن إلنا ولكل الناس .. وعشقنا ترابه بكل إحساس .. ولبسنا شماغ العز والكرامه على الراس .. مشنشل بقناديل تحميه من كل باس .. وتاج هاشمي منور ومطرز بحجار من ألماس .. !!
قلوبنا عليك يا هالوطن مثل الماي بالكاس .. وأغلى من كل البشر والناس .. بنوجب الضيف وبنكرّمه وما نحتاس .. ودوم نارنا قايدة تحت القِدِر والمِحْماس .. ما تنطفي أبد وما تنكفي دلال النحاس .. وعشقنا ترابك وحِنّا له حرّاس .. دمنا وارواحنا لك فدوة من كل مساس .. وما يدوس بساطك أبد لا خاين ولا جساس .. وما نهاب المنية ضد كل بايق ودساس .. والرجول النجسة بتنقطع قبل ما ينداس .. ..!!
ما كان لهذا الحب والولاء بالتأكيد ، أن يسري بدماء الأردنيين على اختلاف توجهاتهم واعتقاداتهم ، لو لا أن هذا الحب والولاء تجاوز حدّ الشعور بكل صوره الجميلة المتعاظمة في داخل النفس البشرية ..!!
فكثيراً ما تتجاوز العَبَرَةُ فينا حدّ البكاء ، لرفع ظلم ، أو تقديم مساعدة ، أو حتى قدوم غائب طال انتظاره ، أو نيل أبنائنا لعلمٍ نرفع به حلم الوطن عالياً ، أو فرحة طال انتظارها لشفاء عزيزٍ علينا .. فكيف يكون اذاً عندما يأتي التكريم من لدن الأب والأخ الحاني ..!!
لقد نَمَتْ أجسادنا على تراب هذا الوطن ، وتغذت أرواحنا على جود الهاشميين الذي لم ولن ينضب ، بل ومنذ عهد الإمارة وأردن الملك الباني للأردن الحديث " المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه " وجلالة الملك عبدالله الثاني أمدّ الله في عمره ، الذي لم يتوانى على الاستمرار بذات نهج الأجداد الهاشميين ، فزاد من العطاء عطاءً ، وطال الجود كل طبقات المجتمع ، ولمّ تتدنى أو تتلاشى ، بل تعاظمت وبازدياد مستمر ومن أوسع الأبواب ..!!
إن تكريم قائد الوطن لعمال الوطن بمناسبة عيد العمال ، لم تكن بالمكرمة الأولى في سجل الكرم والجود الهاشمي ، ولن تكون الأخيرة ، فالصفحات الهاشمية حافلة بالمكارم التي من شأنها التخفيف على من جار الزمان عليهم ، وتكريم كل من جادوا بأنفسهم لرفعة شأن هذا الوطن حتى يكون بأجمل صورة نتباهى بها وتتناقل عبر هذا الكون الواسع ..!!
إن الفرحة التي رسمها جلالة الملك على عيون عمال الوطن بالأمس ، لمّ تقتصر على عمال الوطن وعائلاتهم فحسب ، بل تجاوزت لتطال الفرحة كلَّ اردنيٍّ يعيش على ثرى هذا الوطن ، وكل من وجد في الأردن مأوى آمناً له ، من ظلم أو استبداد حلّ عليه في وطنه ، فهؤلاء هم أشقاء أعزاء ، فأبواب بيت الكرم والجود الهاشمي أبداً لمّ ولنّ تغلق في وجه من يطرقها لحاجةٍ أو سؤال ..!!
فيا مولاي .. أعزّ الله بقيادتكم الأمة والوطن ، وأبناء هذا الوطن همّ أحفاد هؤلاء الأجداد الأمجاد ، الذين لم يتوانوا أبداً ، في افتداء الوطن والعروبه بكل ما فيهم من عزم وعزة أبناء آل هاشم الكرام ، فغرسوا فينا نبل وسماحة جدكم النبيّ العدنان " صلى الله عليه وسلم " ، التي لنّ ولنّ تُسْلَخَ عن هذه الضمائر الحيّة من شعبكم الوفيّ ، فَدَمُهمْ على كَفْهِم لكم وللوطن فِداءْ ، وعنوان حياتهم .. الله .. الوطن .. المليك .. فدمتم مولاي باب كرم وجود لا ينضب أبداً ..!!!
akoursalem@yahoo.com م . سالم أحمد عكور