الحكومة والصحة متآمرة على صحة المواطن مع...... الاطباء..!!
كنت لاأود الكتابة في هذا الموضوع باعتبار أن مطلب الاطباء مطلب مهني نقابي مبني على اسس مستحقة, لكن ما أقلقني هو تزايد الإضرابات من قبل شرائح متعددة والمطالبة برفع الاجور ضمن قانون خاص , وكأن الوطن غنيمة يريد ان يتقاسمها الجميع , فكل ينهش من جهته , هذا الموقف السلبي الأول من (قبل المواطن ) .
وأما الموقف السلبي الثاني فقد اتى من قبل الحكومات المتعاقبة , والتي لم تضبط التنظيم والهيكلة للرواتب ضمن رؤيا شاملة عادلة ,
فهل يجوز ان يوضع قانون خاص لرواتب موظفي الجمارك ؟
وهل يجوز وضع قانون خاص لموظفي مستشفى الملك المؤسس؟
وقانون خاص لجامعة كذا وكلية كذا ولجنة كذا........فهل هذة القوانين الخاصة تسهم في تحقيق العدالة وتسهم في ضبط النفقات وتسهم في تحقيق أداء مؤسسي متوازن ؟...... أم العكس ؟
لأنها لم تحقق ماسبق كانت النتائج وخيمة , فأخذ كل منا يحاول النهش من جانبه من خلال محاولته استصدار قانون خاص لمهنته لتحصيل افضل الميزات , إذا فالحكومات المتعاقبة تسببت بأزمات متراكمة , دفعت المواطنين للتسابق على (لحم الوطن) انتقاما لسياسات الحكومة وخشية بقاء المقدرات محصورة بأيدي شلل الفساد في المواقع المختلفة , فكان لسان حالهم يقول ( لحم الوطن رايح رايح واحنا اولى منهم بيه)
نعود الى إضراب الاطباء :
اولا : تضطر أن تذهب باكرا الى المستشفى لتحجز موعدا لدى العيادة الطبية.
ثانيا : يقوم الحارس بإدخال المرضى (بالدور) على دولة الطبيب ( طبعا مش كلهم دولة , في أرحم شوي وفيه مش شايف حدا قدامه )
ثالثا : تتناول الممرضة ملفك بعد أن تدخل الى غرفة الطبيب فتجد ان الطبيب قد ادخل (بالواسطة ) كم قريب وكم صديق وكم مسؤول بلا دور.
رابعا : تتم معاينتك على الملأ بين (ضيوف ) الطبيب فلا حرمة ولاخصوصية لك , والعدد يمتد احيانا من(4) الى (15) شخصا
خامسا : يقوم الطبيب بمعاينتك عن بعد ( طبعا خوفا على صحتك) وربما يريد توفير قطعة خشب ..
سادسا: قد يقطع الطبيب فترة معاينتك الطويلة ( نصف دقيقة ) بنصف ساعة مكالمة هاتفية مع سوسو ولا نونو ولا معالي ولا سعادة
سادسا : قد يضطر الطبيب ( لزحلقتك من وجهة) بعد انتظار نصف ساعة او ساعة عالدور ليتفرغ لضيوفه ويشرب القهوة معهم , وذلك من خلال ارسالك للمختبر لطلب عينة ( أي شي) وبس ترجع مابتلاقيه.
سابعا : كونه طبيبا يستطيع أن يحتفظ في درج مكتبه الخاص بمجموعة من الأدوية النادرة (مشان الحبايب والقرايب) وطبعا يتم تخريجها بوصفات رسمية؟؟
ثامنا : (أنا شخصيا) قرابة (20) بالمية من الاطباء اعطوني وصفات صح , وبقية الوصفات إبتطلع مضادة للحياة وللشفاء. وأذكر أنني حاولت جاهدا إقناع الطبيب أنني مصاب بالدسك لأحصل على تحويل لمستشفى مختص , فلم يقتنع إلا بعد سنتين عندما إضطررت لأخذ صورة رنين مغناطيسي (على حسابي) , طبيب آخر عدت اليه لأخبره أن العلاج الذي وصفه لي قد زاد حالتي سوءاً وأجمع الاطباء في مستشفى آخر على أنه ليس لنفس الحالة, فأجابني (لو كتبتلك العلاج الثاني مابتشتريه من برا)!!!!!
وزارة الصحة والحكومة : لماذا يرا البعض انها متآمرة على المواطن وصحته ؟!
يقول الكثيرين : السبب واضح فأيام الإضراب الأخيرة وفرت على الحكومة مبالغ طائلة بسبب التوفير الهائل لصرف الدواء والأدوات والمستلزمات الطبية.
الطامة الكبرى : بعد ثلاثة اسابيع من الإضرابات أي (عدم قيام الأطباء بمعالجة المرضى وعدم صرف أدوية لهم وعدم وصرف الوزارة أدوية للمستشفيات ) ماذا نكتشف ؟؟
اكتشفت أيها السادة أن المواطن الأردني بقي مريضا !!!
اجل تلك هي الطامة الكبرى فالذي اكتشفته ايها السادة :
أن ادويتنا وأطبائنا لم يقدموا شيئا على صحة المواطن الأردني!!!
فهل نحن بحاجة للطب ؟! ..........اتركها لكم ولتجاربكم
واتركها للحكومة التي تدعي السعي للإصلاح : أن تعيد بناء المنظومة الصحية.
مع التنويه ان هناك عددا قليلا من الاطباء ممن لايشملهم الوصف السابق فلايحتد علي من هو مؤدٍ لواجبه واما غيره , ...فليفعل مايشاء ....وعلى مكافحة الفساد تفتيش الادراج و........