""" الرسول لا يضرب تلاميذه ""
لا ندري من أين تأتي هذه " العصي" التي يستخدمها المعلمون لإنزال عقابا بدنيا "يبدو انه ممنهج" بالطلاب وإرهابهم خصوصا في المراحل الابتدائية ومن يدفع ثمنها ؟!!!. في الستينات عندما كنا في المدارس كان هذا مقبولا ليس منا ولكن من ذوينا اللذين كانوا يطلبون ويشجعون المعلمين على ضربنا بحجة أننا مشاغبون ومزعجي الآهل في المنزل. لكن المستغرب ونحن وبعد انتهاء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين نرى أن استعمال العصا في معاقبة التلاميذ ما زال صفة تلازم بعض المعلمين لا بل غالبيتهم وبمعرفة مسبقة من إداراتهم التي يفترض أن خضعت لدورات تربية حديثة !!! ونود أن نشير إلى بعض الملاحظات :
ü من الذي يدفع ثمن هذه العصي ؟؟؟ إذا كانت وزارة التربية والتعليم فهذه " مصيبة" أما إذا كان المعلمون فهذه "أم المصائب" ففي حالة شراء العصي من قبل الوزارة فيفترض أن تشترى بموجب "عطاء موحد" لتوحيد النوعية حتى تكون شدة الألم لأطفال المدارس بمستوى واحد !! مع ضرورة تحديد عدد الضربات وأماكنها وأوقاتها .. الخ !! ونتوقع يوما ما أن تطرح الوزارة عطاءا لشراء العصي متواكبا مع طرح عطاءات طباعة الكتب المدرسية!!!!
ü أما أن يحضر المعلم عصاه على حسابه الخاص فهذا سينوع الاجتهادات في أي من هذه العصي ذات فعالية عالية في "الانتقام " من الطفل االمشاغب !!! وعليه سنجد أن المدرسة تحتوي على كل أنواع " الإضافات " من العصي والهراوات ولا مانع من "القناوي" ولكن لابد من فحصها مخبر يا للتأكد من جودتها حتى لا تتطاير وتصيب الآخرين وان كان الضرب بالجملة أمرا وارد أيضا من باب المساواة بين التلاميذ تماما كالمساواة بين الموطنين!!!!
ü اعتقادنا الجازم بان المعلم الذي يلجا للضرب هو فاشل تعليميا وربما لديه مركب م بسبب تعرضه للضرب أيام دراسته أو ربما يعتقد أن هذه هي الوسيلة الناجعة لنقل المعلومة ومن خلال العصا!!!
ü طول عمرنا نتحدث عن تطوير التعليم واكثر مظاهر هذا التطوير هو ضرورة عقد دورات لتدريب المعلمين على كيفية ضرب الطلاب بقسوة ولكن بشكل آمن " ؟ هل هذا هو التطوير ؟!!!
ü طالما أننا نسمح بضرب الطالب فلماذا نستنكر ضرب الطالب للمعلم !!! إذا كان المعلم يوصف بأنه كاد أن يكون"رسولا" فهل سمعتم عن رسول يضرب تلاميذه ؟؟؟ !!!
ü علينا أن نتذكر أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين وليس في خمسينات أو ستينات القرن الماضي !!! هل أحدكم شاهد أطفال مدارس يفيقون من نومهم مرعوبين من كوابيس الأحلام مما يختزن في عقولهم الباطنية من توتر نتيجة معاملة " من المفترض أن يكونوا مربين "
ü نود من السادة في وزارة تر بينتا وتعليمنا أن تعلن عن معدلات كوادرها من المعلمين عندما كانوا طلابا فهناك من كان راسبا ثم أعاد وهناك من نجح "بالدفش" وآخرون "ذاقوا " حلاوة الإكمال !! النظر إلى داخلنا ليس عيبا ولا خطيئة ولكن المكابرة أم المصائب !!
ü ضرب الأطفال ظاهرة مقززة حتى في البيت هذا الطفل بحاجة إلى توجيه وتربية فهو بغريزته الطفولية يحب الشطط واللعب واللهو ولديه حب الاستكشاف وهي غريزة طبيعية وهو أيضا ذكيا يفهم حتى إشارات وجه أبيه أو أمه ليدرك انه أخطاء فلماذا القسوة والشدة والضرب حتى ينكسر سن طفل نتيجة عبث أحد المعلمين بعصا لا تخضع لكودات عصي الوزارة !!! أما الصفع على الوجه فمن اقبح العادات التي نهى عنها رسولنا الأعظم ويمارسها حتى بعض مدرسي التربية الإسلامية !!!
ü تذكروا أن اسم الوزارة هو التربية والتعليم فعلى ماذا نربي أطفالنا وماذا نعلمهم !!! نعيكم إلى حديث سموا الأمير الحسن بن طلال الذي أشار فيه إلى أننا شطحنا كثيرا فلا تربية ولا تعليم!!!
ü نشكو من رد فعل الطالب ضد معلمه فلو احسن المعلم التعامل مع الطالب لما رد عليه الطالب خصوصا في
المراحل الإعدادية والثانوية التي تبداء فيها "كينونته " الإنسانية بالتبلور والنضوج !!!
ü الأحداث التي تجري في بعض أجزاء من عالمنا العربي هي نتاج تربية على القهر والضرب والكبت وعليه عند الانفلات لانتفع مواعظ ولا شردقات "خطباء" يقولون مالا يفعلون !!!!! اصلحكم الله وإيانا ووزارة تربيتنا وتعليمنا !!!!
دكتور خضر الصيفي
Khader.saifi@yahoo.com