كبقية العالم، لن ” أهايط” مدعية أننا بخير والأمور تحت السيطرة، هكذا تقول الحكومة، وهي توزع عليها وعلينا ” أكل الهوا ” بالتساوي، إنه العدل يا رعاك الله كي لا تصل إلى موتك سالماً، فبعد الارتفاعات بعدد إصابات كورونا وانتشار السلالة البريطانية –محض هبل- أن نتوقع منها الاكتفاء بتوثيق تلك الأعداد، أو تتصل بكل أنواع الخياطين لترقع كماماتنا، تلك الكمامات التي كثيراً ما نعلن عن فقدانها في جيوبنا، غسالاتنا، أسفل شفاهنا أو حتى في الصحف، تحديداً بتلك الصفحة التي لا يقرأها أحد … صفحة الوفيات.
قرار أشبه بالحلم، أن تخسر الحكومة شعبيتها وتمارس معنا هواية “تفلاية الجيبة” ليس لأننا اعتدنا على حكومات جباية وفرض ضرائب – حاشاها الله- بل كانت حكومات بضمير حذر جداً فإذا لم تكسب فإنها بالعادة لا تتكبد الخسائر.
اليوم، تصرخ الحكومة بصوت عال، غير قابل للاستعارة لأنها حرصت على قول كل ما نريده نحن، لا ما تريده هي، تصدرت قائمة الخاسرين من الحظر، ورأت بوصلة الحكومة حياتنا وسلامتنا لكنها لم ترَ بتلك المرة شعبيتها وإيراداتها العامة، ورأت أن الاعتراف – بخازوق- كورونا أفضل من التمسك بالانفتاح، ثم استخدمت مكابح مشاعرها وأوقفت العجلة الاقتصادية أمام رأي شعبوي كان متمسكاً بالانفتاح الذي حدث في الأسابيع الأخيرة.
اختلفنا أو اتفقنا في طريقة الدفع، ما زال أمام الحكومة وأمامنا، فاتورة ثقيلة لندفعها من أجل مواجهة ملف كورونا، طالما يعيش الإنسان مرة واحدة ليجد دائماً الفرصة المناسبة كي يشتري نفسه، عزيزي المواطن … عزيزي التاجر، بعيدا عن هاشتاغ ( أوقفوا حظر الجمعة) يا عزيزي الهائم بالشعارات، ربما من الجيد أن أذكر نفسي بمعيتكم، بأن المواطنة منظومة من الحقوق والواجبات تتجسد خلالها العلاقة بين الفرد والحكومة، وليس من الصحي – يا رعاك الله- أن نرتدي الكمامة خوفاً من فيروس كورونا، بنفس الوقت الذي نتشبث فيه بفيروس فطري ” يتمترس” بدواخلنا أن الحكومة و الذين تحت ” أباطها” دائماً على خطأ.
أعزائي، أنا لست بصدد الدفاع عن الحكومة ولا من جماعة التطبيل ولا التهويل ولا الآمرين بالمعروف والناهين عن ” البرجر”، تشتعلون غيضاً من حظر الجمعة ! أما عن الواقع فتعال… لقد استطعنا الانتصارعلى الحكومة في تحمّل يوم كامل دون أن تأخذ منا ضريبة جديدة، وانتصرنا برؤيتها ” عم تعتل همنا وهم صحتنا” لأننا كنا بحاجة ماسة لرؤية كيف يعيش الأردني، وليس فقط كيف يموت.. رفعت الأقلام ووجب الحظر.