بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني - الموجة العاصفة التي تعصف بالعالم هذه الأيام هي تحت السيطرة العالمية، والخوف وكل الخوف أن يفقد السيطرة عليها وتسير الأمور في العالم حيث لا تشتهي السفن، سواء كان في الاتفاق النووي الإيراني وإخضاع إيران لإرادة أوروبا وأمريكيا وحلفائها، وجعل إيران تغير إستراتيجيتها سواء كانت في الصناعة العسكرية أو تطوير برامجها النووية، والمهلة التي أعطتها إيران أيضاً للعالم من حيث تخصيب اليورانيوم شبه انتهت، وحالة الرعب الغير مسبوقة التي يعيشها الكيان الإسرائيلي من محور المقاومة الذي يهدده بتدميره في حال ارتكب أية حماقة على محور المقاومة أو إيران.
لكل دولة في العالم العربي لها خصوصيتها وإستراتيجيتها لمثل هذه الأزمات التي تعصف بالعالم، فبعد نصر سوريا في الحرب الكونية التي شُنت عليها باتت أقوى مما كانت عليه سابقاً، من حيث الخبرة القتالية، وامتلاك الصواريخ ودعم الحلفاء لها مثل روسيا والصين وإيران وغيرها، وهذا الأمر يقلق الديمقراطيين في أمريكا ويسير عكس إرادتهم، حيث يريدون تدمير سوريا والسيطرة عليها، كي لا تشكل خطراً على الطفل المدلل (الكيان الإسرائيلي) هذا الأمر فشل فشلاً ذريعاً فالإرث الذي ورثه بايدن من ترامب فاق كل التوقعات وهذا واضح وجلي في الشرق الأوسط تحديداً.
والحالة في العراق أيضاً، أصبحت في هذه الفترة عبارة عن ارض تريد تصفية الحسابات عليها، بين دول متمسكة بآرائها سواء كانت على خطأ أو على صواب، وهذا ما ترفضه الحكومة العراقية بشكل قاطع، بأن ارض العراق ليست لتصفية الحسابات، فالعراق دولة مستقلة ولا تقبل بأي مغامرة على أراضيها لأي سبب كان، فالإستراتيجية العراقية كانت واضحة وشفافة وأعلنتها على الملء بشكل صريح بان العراق دولة ذو سيادة ولا نسمح بأي مغامرة على أراضيها.
فالصواريخ التي تنهال على قوات التحالف في العراق، سواءً في بغداد أو في أربيل أربكت أمريكا بشكل ملحوظ، فالتاريخ الأمريكي مشهود له في حال أي اعتداء على معسكر أو جندي أمريكي، تقوم بقصف الجهة المقابلة فوراً ودون تردد، لكن في الحالة الأخيرة كان الرد الأمريكي بأنها ستقوم بالرد في الوقت والمكان المناسبين، هذا دليل على أن أمريكا باتت تخشى على عديد قواتها ومعسكراتها المنتشرة في الشرق الأوسط، وهي تعتبرها في مرمى صواريخ المقاومة وإيران وهذا ما تهدد به إيران ومحور المقاومة.
باعتقادي بأن الحرب قادمة لا محالة، لكن المكان والزمان مجهولين فليس معروف متى ستكون هذه الحرب، لأن جميع المعطيات موجودة على الأرض الآن، من تبادل الاتهامات في القصف وغيره، تمهد لحرب يمكن أن لا تكون مدتها الزمنية طويلة ومن الممكن أن تطول، فالكل مستعد لهذه الحرب بكل قوة، والجميع واضع إستراتيجية طويلة المدى وقصيرة المدى في حال اندلعت هذه الحرب.
السجال الداخلي الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين على الحرب القادمة يتم مناقشته في الكونجرس، والديمقراطيين أصدروا بعض القرارات المهمة في الآونة الأخيرة، حيث قرر جو بايدن بوقف الحرب على اليمن ووقف بيع الأسلحة للخليج، بما انه لا جدوى منها، فكان الرد اليمني بأن قامت بقصف مواقع مهمة داخل المملكة العربية السعودية لإرسال رسائل بأنها ستنهي الحرب في حال طلب منها وهي قوية وقادرة، وإذا عادت الحرب ستكون هناك حسابات وإستراتيجية مختلفة تماماً عما كانت.
حالة الحرب واللاحرب والسلم واللاسلم هو السائدة هذه الفترة وأنا باعتقادي بأن الحرب قادمة، رُبما لإعادة الهيبة الأمريكية بعدما خسرتها بحكم الجمهوريين، فإستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخها كانت تدمر مدن عن بكرة أبيها في حال تم إضعافها أو ضربها في مكان ما في العالم، فنكزاكي وهورشيما وفيتنام وغيرها تشهد على هذا الأمر، وللمصادفة بأن يتم تدمير المدن على يد الديمقراطيين وليس الجمهوريين وبطريقة خاطفة وسريعة جداً!؟ بالرجوع إلى احدث هذه الحروب سنعرف الأكثر عن الديمقراطيين ودورهم في الحروب.
فالعام 2020 كان الأسوأ في التاريخ الحديث، وما شهده من جائحة كورونا التي انتشرت في جميع أنحاء العالم، وحصدت ملايين الأرواح، فالعالم متفائل بعام 2021، بان يكون عام هدوء وسلام، فمنذ بدايته يشهد حالة احتقان غير مسبوقة بين الدول وتجهيز لأمر الجميع يجهله ولا يمكن لأي شخص أن يتنبأ به بأي شكل من الإشكال، فكل التوقعات التي كانت فشلت ولم يطبق منها إلا القليل بشكل لا يذكر.