زاد الاردن الاخباري -
الفرص الضائعة (١)
المئوية الثانية ودولة الانتاج طموح تعيقه ثقافة الاستنساخ
بعد تهافت العديد على ابراز اهم انتاجات الدولة الاردنية بالمئوية الأولى والتي يحق لنا ان نفتخر بها بحدود ضمان المحافظة عليها وتطويرها؛ بقي لزاما علينا ان نستبدل المقالات بخطط عمل تنفيذية وواقعية،،،
الا اننا نفاجأ دائما بأن الطموح الحالي لا يعدو اكثر من استنساخ تجارب دول أخرى، أصابت أو أخطأت بقرارتها، حتى تلك الاستنساخات يتم تطبيقها بطريقة خاطئة لانها لم تنبع من هدف حقيقي تم التوجه له.
لنأخذ على ذلك مثالا جائحة كورونا، وتعدد القرارات وتخبطها وعدم دراسة أثرها الحقيقي على سير العمل، ونأخذ مثالا على ذلك نسبة عمل الموظفين بالقطاع العام، ان القرارات التي تم اتخاذها بوضع حد اعلى للعمل بتسييره بالحد الادنى يتناقض عمليا وواقعيا مع دولة الانتاج والثقافة المطلوبة للمجتمع.
نتفاجأ بأن تقليل نسبة العاملين أدت الى تعطيل العديد من الأمور الظاهرة للعيان ومنها اعاقة الخدمات المقدمة للقطاع الخاص بتعطيلها زمنيا للعديد من الشهور والذي يحمل بطيه العديد من الخسارات والاتجاه لدول الجوار، وهناك اثار اخرى لا تظهر للمجتمع المحلي، ومنها تعطيل سير البحث العلمي في ظل غياب الموظفين والكفاءات؛ فعوضا من ان نسرع لتقديم كل التسهيلات لسير البحث العلمي نجد المؤسسات تختبىء خلف الجائحة باستنساخ قرارات لا داع لها عمليا في ظل المساحات الواسعة الموجودة فالحل بالتنظيم وضمان سير الامور وهو الذي يحتاج اجتهاد من المسؤولين لوضع خطط فاعلة لضمان سير العمل بالكفاءة المطلوبة وليس فقط وضع برنامج لاختصار دوام الموظفين دون النظر الى عواقب القرار والاكتفاء بالحد الادنى للاستدامة مما ينافي طموحنا بدولة الانتاج،
اما المفاجأة الحقيقية فهي تختبئ خلف اتجاه العديد من موظفي القطاع العام للعمل بالقطاع الخاص لتحسين دخلهم ليزيد اختلاطهم بفئات اخرى
واختباء الجميع من مسؤولين وموظفين وراء الجائحة في تبرير عدم كفاءة الانتاج بمؤسسات القطاع العام لن يساهم في درء الفجوة التي تزداد يوميا
لنسأل انفسنا مرة أخرى عن الهدف في وضع حد أعلى لسير العمل دون النظر لما يحدث على ارض الواقع من عواقب سيتم حصد أثرها بعد سنوات وخصوصا بأن القرار الذي تم اتخاذه أثبت انه يزيد من الاختلاط ولا يحد منه لمن ينظر جيداً لما يحدث على أرض الواقع، فقد نجد طابورا من المراجعين امام موظف واحد.
ان الاخطر من ذلك هو تشجيع الكسل والتضاد مع المطلوب بالمئوية الثانية للدولة التي نطمح لها،
لنختمها بقول ان نماذج الاستنساخ العشوائي للقرارات دون تحديد اهداف حقيقية لما نريد فعلا هو كالسير بحلقة مفرغة لن تؤدي الا الى المزيد من الخيبات والفرص الضائعة في وطن بأمس ما يكون لصاحب قرار جريء ومدروس لتلبية الطموح المطلوب للمئوية الثانية،،،
ان الكورونا لن تنتهي بالمستوى المنظور والأدلة على ذلك كثيرة؛ فهل الحل يكمن في توقف الحياة لدينا بما يتضمن ذلك تثبيط البحث العلمي بانتظار ان تصلنا المطاعيم من الدول الاخرى؟!
اكاديمية اردنية