زاد الاردن الاخباري -
تصادف اليوم، ذكرى أول إصابة لمواطن أردني بفيروس كورونا المستجد، كان عائدًا من إيطاليا، والبدء بحالة استنفار وطني لمكافحة الوباء، وما تلاها من إجراءات تضمنت حظرا شاملا، لمدة 75 يومًا، وإغلاق قطاعات اقتصادية.
ورغم عظم التجربة وما خلفتها من تداعيات على العالم، ومن ضمنه الأردن، في مختلف المجالات الصحية والتعليمية، واكتشاف مطاعيم لمواجهة الوباء، إلا أن حالة الإرباك التي تعيشها الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الصحة، جراء عدم إعداد خطة وطنية متكاملة العناصر، حيث بات يترقب المواطن كل يوم قرارا جديدا، وإجراءات جديدة سواء، رغم أن عدد الإصابات اليومية بهذا الفيروس “غير مرتفع نسبيًا”.
وما يزال أيضًا، واقع التعليم مجهول المصير بعد تطبيق التعليم الإلكتروني (عن بُعد)، وما رافقته من انتقادات، فضلًا عن تأثيراته على مستوى الطلبة التعليمي سواء في المدارس أو الجامعات، إذ يبقى كل ذلك مرهونًا بالتزام المواطنين بوسائل الوقاية والتباعد الاجتماعي وبإجراءات الحكومة التي لم تثبت نجاعتها.
كما ألقت جائحة كورونا، وعدم الاستقرار في الإجراءات، بظلال ثقيلة على الواقع المعيشي للمواطنين، وأعمالهم والمنشآت الاقتصادية، وهو واقع لا يعرف إلى متى سيستمر؟، خلافًا لكل التوقعات التي تُشير إلى أن العام الحالي هو بداية النهاية للوباء.
إلى جانب أن وجود مطعوم في العالم، لم ينه بعد تأثيرات الفيروس على المواطنين، وارتفاع معدلات الوفاة والإصابات، وهو ما يحتاج ربما إلى عدة أعوام ليتعافى العالم من تأثيراته.
وفي السياق، يقر أمين عام وزارة الصحة، مسؤول ملف كورونا، الدكتور وائل الهياجنة، بـ”وجود العديد من المشاكل في المدة الزمنية ما بين اجراء فحص (PCR) واستخراج النتيجة”، قائلًا إن الأردن يشهد ارتفاعًا بأعداد الإصابات، والذي يتزامن بارتفاع أعداد الفحوصات.
من جهته، يقول عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور بسام حجاوي، إن الواقع الوبائي ربما يستمر بارتفاع حتى نهاية الشهر الحالي، أو منتصف الشهر المقبل، وصولًا إلى انتهاء الذروة الأخيرة.
ولم يخف تخوفه من ارتفاع معدلات الإصابة بـ”كوورنا” بشكل كبير، لكنه يؤكد أن التزام المواطنين بالبروتوكول الصحي، من شأنه التخفيف من معدلات الإصابة.
ويعتبر حجاوي أن معدلات الإصابة “غير مرتفعة حاليًا، إلا أنها مترشحة للارتفاع، فضلًا عن ارتفاع مؤشر الفحوصات الإيجابية”.
بدوره، يتوقع مصدر في لجنة الأوبئة، طلب عدم نشر اسمه، أن تلقي الذروة الجديدة بظلالها على المملكة، في شهر نيسان (ابريل) المقبل، أو في شهر رمضان المبارك، وقد تُسيطر على معظم مفاصل الحياة والقرارات الحكومية.
كما يتوقع سلسلة إجراءات جديدة في الشهر الفضيل، خصوصًا إذا ما بقيت الإصابات في ارتفاع، موضحًا “أكثر ما نخشاه هو ارتفاع معدلات الوفيات والإصابات، وبالتالي زيادة الضغط على المستشفيات”.
ويؤكد المصدر ضرورة المباشرة في إجراءات سريعة تهدف إلى السيطرة على الفيروس، وتنظيم وضبط إيقاع الأمور خشية فقدان السيطرة على الوضع.
يُشار إلى أن شحنة جديدة من مطعوم فايزر، وصلت الأردن مؤخرًا، فيما يتوقع وصول كميات كبيرة تزيد على نصف مليون جرعة من مطاعيم أخرى، نهاية الشهر الحالي.
على صعيد متصل، يؤكد الهياجنة أن حظر يوم الجمعة وتمديد ساعات الحظر اليومي، تم اتخاذها بعد توصية “لجنة الأوبئة”، قائلًا “إنه لم يكن هنالك إجماع سابق، كما كان على هذه التوصيات”.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات في شهر رمضان، يقول الهياجنة “إن شهر رمضان يشهد بالعادة تجمعات. لم يدرس حتى الآن أي سيناريو بشأن هذا الشهر الفضيل، وكذلك صلاة قيام الليل (التراويح)”، موضحًا أن وزارة الصحة تعهدت بإعادة تقييم الوضع الوبائي خلال مدة زمنية.
غير أن تسريبات أشارت إلى إجراءات تُدرس لوقف أي تحركات أو تجمعات بعد ساعات الإفطار، وحتى صباح اليوم التالي، إضافة إلى استمرار حظر يوم الجمعة.