اطلاله على
مشكله الفساد والمفسدين !!!
الفساد كلمة خطيرة تترد على مسامعنا في اليوم آلاف المرات والمشكلة تواجهنا في مختلف أنماط الحياة لنجد أنها السبب في كل ما يجري من اخطاء ومشاكل.
إن الفساد مفهوم خطير آثاره على المجتمع أخطر وأكبر يتأثر بها أداء مختلف أنواع القطاعات في الدولة كما اختلفت أنواعه وأشكاله وما بين فئات الشعب حتى أساليبه تطورت عبر الزمن لنجد منه أنواعاً من الفنون للتلاعب على القانون وتكمن الخطورة عندما نلاحظ أن الفساد دخل كل شيء في حياتنا مثل المعتقدات والأخلاقيات حتى سلك مجال التربية والتعليم الذي نعد به أجيال المستقبل وطال الأسرة واستباح عقول أصحاب الدين الذين غدو يحللون به الكثير من الأمور مبتعدين عن التعاليم السماوية الحقيقية في سبيل مصالح خاصة مما يكلف الدولة الكثير ليضر بالتالي المجتمع والشعب عامة فتخسر الأمة ذاتها.
إن الفساد موجود منذ القدم وفي جميع الدول فهو حالة عالمية إلا أن كل مجتمع يختلف مفهوم الموضوع لديه باختلاف المفاهيم والحضارة والثقافة والعادات والتقاليد.
والباحث للب الموضوع يلاحظ أن المشلكة اقتصادية بحتة ترتبط بالضعف الاقتصادي للمجتمع لكن هل يكفي هذا السبب بحد ذاته ليدفع الإنسان لبيع مبادئه وقيمه ضارباً بعرض الحائط كل المثل العليا الإنسانية؟
لذلك فإن هذا الداء الخطير لابد من علاجه. وليس القول كالفعل. لأن الأمر يحتاج إلى دراسة معمقة ذات نظرة عميقة علمية وتحليل منطقي اجتماعي اقتصادي سياسي للأسباب والظاهر لمشاكل المجتمع لكل شريحة من شرائحه على حدة ودراسة جميع الأفكار الواردة المغرضة والهدامة المباشرة وغير المباشرة والسبيل لتوعية أفراد المجتمع لواقعهم وما يجري حولهم وماذا يراد بهم وهذه الدراسة يجب أن تكون معمقة تاريخية مستقبلية للعلاج من هذا الداء.
كما أنه على هذه الهيئه وهي هيئه مكافحه الفساد و اللجان النيابيه أن تتعاون مع كافه الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية وايضا القطاع الخاص في البحث والتحليل وتقديم البحوث والحلول الخاصة بكل منها عن طريق طرح المشاكل والحلول .
ولكن هل يكفي العلاج من الداء والوقاية منه دون البحث عن مسبباته والتحصين ضده؟ إن محاربة الفساد مهمة غير سهلة لأننا في حرب على جبهتين الأولى الفساد الحاصل في في المجتمع والثانية هي المفسدون أصحاب المصلحة في حدوث الفساد. فهل سينجح القضاء على الفساد بدون معرفة المسبب الحقيقي له واستئصاله؟
عندما نشاهد أي شريحة من شرائح المجتمع قد تقع في الخطأ أو موظف مثلاً في دائرة حكومية يقوم بالتجاوزات نرى أنه لايستطيع التفكير سوى بمصالحه الخاصة ولايمكنه أن يتعمق أو ينظر لأبعد من ذلك كذلك عندما يتسلم البعض مناصب أو مراكز مهما كانت صغيرة أو كبيرة هم غير جديرين بها هل يمكن لهم ولغيرهم أن يعي من جراء ذلك النتائج العائدة من هذا من جراء استلام مكاناً لا يناسبه؟
وكيف لفرد يعيش ضمن مجموعة من الأخطاء أن يأمن نفسه من الوقوع فيه فهو في النهاية أمام حلين إما أن يسير حسبما تجري الأمور ويقع نتيجة الإغراء أو المحسوبيات أو يجد نفسه يقف وحيداً والعالم ضده فينهار عطائه لهذا نجد العديد من الخبرات والأمكانيات التي تصطدم بالواقع ولا تجد المؤازرة تهاجر لتجد في غير أوطانها أيد المساعد فيخسرها البلد رغم الحاجة الماسة لها وهنا نستطيع القول بأن المجتمع يتدهور من جراء هذه الأحوال.
إن الأمور التي تجري ضمن محسوبيات وواسطات ورشاوي وهدايا ومكافأت في غير مكانها واستغلال للمناصب بدون وجه حق وسوء الإدارت وتقديم الخدمات العامة للحصول على مناصب خاصة وأشياء كثيرة أخرى كلها تسيء للمجتمع عامة وتعيق حركته بل تعدمه أو توجهها بشكل سلبي.
إن موضوع الفساد لايمكن أن يعرض من خلال كلمات قليلة وقد كتبت وكتب عنه الكثير ويمكن أن يكتب أكثر لكن لن تفيد الكلمات والمعرفة فقط بل الحاجة ماسة لخطة اصلاحية شاملة وطموحة قد تمتد طويلاً لكن كيف لنا أن نضمن النتائج؟
إن الموضوع أعمق من الفساد الحاصل أو الحالة الإقتصادية المتردية فنحن أما فساد ومفسدون.
وهناك اسئله يجب ان تطرح لكي نعي ونصلح مايمكن اصلاحه :-
من هو صاحب المصلحة في تغيير عقولنا وحدها عن العمل وزرع الأنانية الذاتية في نفوسنا؟
من صاحب المصلحة في قصور نظرتنا والتغطية على عقولنا؟
من صاحب المصلحة في تغيير معتقداتنا الدينية وأخلاقنا؟
من صاحب المصلحة في موت تاريخنا وأرثنا؟
من صاحب المصلحة في تدهور مجتمعاتنا؟
وهل مشكلتنا الفساد فقط أم المفسدون؟
وكيف لنا أن نقبل بأننا نخطئ وعلينا الإصلاح؟
أموركثيرة بحاجة لإجابة ونحن بحاجة تامة لنعي ما نحن فيه ولمصلحة من؟
بقلم : اشرف ابراهيم الهيشان الفاعوري
carnvilfaory@yahoo.com