زاد الاردن الاخباري -
انتقد مساعد المدير العام لشؤون المرضى ومدير قسم الطوارئ في مركز الحسين للسرطان، الدكتور منذر الحوارات، ما وصفه بالتراخي الحكومي في التعاطي مع جائحة كورونا، خاصة بعد انتهاء الموجة الأولى من انتشار الفيروس المستجد، حيث أن الفيروس منحنا بعض الوقت لالتقاط الأنفاس والاستعداد تجنّبا لموجة جديدة من الانتشار المجتمعي.
وقال الحوارات كان الأصل بالحكومة بعد هدوء الموجة الأولى، الانغماس الجاد في حملة للحصول على لقاحات كورونا بأي ثمن وأي وسيلة، لكن ذلك لم يحصل، صحيح أننا ضاعفنا عدد الأسرّة والكوادر الصحية، وهذا جيد، لكنّ حجم التراخي عن تأمين اللقاح سيكلّف الأردن ثمنا آخر قاسٍ ومؤلم على مختلف الأصعدة.
وأضاف الحوارات: "الموجِع حقاً هو تكرار سيناريو الموجة الأولى الآن، وربما بنفس طريقة التراخي، فمُسبب هذه الموجة المتحورة البريطانية من الفيروس كما يقول الخبراء القادمون من الخارج ومن بريطانيا تحديداً، وهذا يشير إلى ضعف خطير في آليات التقصي الوبائي للقادمين من الخارج أدى إلى تفشي هذه السلالة مثل النار في الهشيم، مرجّحا امتلاء المستشفيات بمصابين سيحاولون إستراق جرعة أُكسجين علّها تمنحهم لحظة في هذه الحياة، بالاضافة إلى خسارة الاقتصاد مئات الملايين من الدنانير".
وتابع الخبير والمحلل الاستراتيجي: "للأسف، فنحن لم نتعلم في الموجة الأولى من الجائحة والتي جاءت بعد فترة طويلة من الحظر أرهقت العباد والبلاد وأفقرت الجميع، وكلّنا يعلم أنها دخلت من خلال المنافذ الحدودية البرّية بسبب تراخٍ واضحٍ في مراعاة أسس الوقاية من الفيروس، فأُزهقت في تلك الموجة الأرواح وتكبّدنا خسائر هائلة على الصعيد المادي".
وحذر من امكانية أن تلقي الموجة الجديدة آلاف العمال إلى الشوارع بدون عمل بسبب القرارات الخاطئة وغير المدروسة، مستغربا عدم اخضاع أي شخص أو مسؤول للمحاسبة.
واختتم حديثه بالقول: "في هذه الأزمة، وبدلا من تقنين المصروفات والانفاق، جرى تفريخ مزيد من المسؤولين والمؤسسات الفاشلة لنا، وكل ما يقوم به مسؤولوها هو التشدق اليومي على الشاشات لتبرير إجراءات فشلت في الوصول إلى حدٍّ أدنى من النجاح في مجال كبح الوباء أو تخفيف تداعياته على المجتمع".