زاد الاردن الاخباري -
أبدت مدرسة للثانوية العامة في مدينة أوساكا اليابانية انزعاجًا ملحوظًا من مظهر طالباتها حتى باتت تتدخل بشعر الفتيات وتمنعهم من تغيير لونه أو تسريحه بظفائر طويلة وتتدخل بطور تنانيرهن حتى أنها فرضت عليهم لونًا محددًا لملابسهن الداخلية.
وأعدت الكاتبة "تيفاني ماي" في صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا مطولًا ركزت فيه على القيود المفروضة على الطالبات والطلاب في المدارس اليابانية.
وأشارت “ماي” في تقريريها الى قصة طالبة يابانية ولدت بشعرٍ بني مجعد مشكلة في مدرستها حين اعتقد مسؤولو المدرسة أنه انتهكت القواعد، حتى أنها فحصت جذورها وطالبوها مرارًا وتكرارًا بصبغه باللون الأسود.
وعلى الرغم من أن الطالبة صبغت شعرها في البداية، إلا أنها توقفت في النهاية عن الامتثال لأوامر إدارة المدرسة.
وبعدها قامت المدرسة بإزالة مكتب الطالبة من الغرفة الصفية، ومسحت اسمها من قوائم الطلاب في المدرسة ومنعتها من الذهاب في رحلة مدرسية، وفي عام 2017، عندما كانت الطالبة تبلغ من العمر 18 عامًا، رفعت دعوى قضائية على محافظة أوساكا، التي تدير المدرسة، بدعوى أنها تعاني من اضطراب عقلي.
يوم الثلاثاء، أمرت محكمة منطقة أوساكا الحكومة المحلية بدفع 3100 دولار كتعويض معنوي لها، بالرغم من أن الطالبة كانت تطالب بتعويض قدره 20.780 دولارًا.
وأثارت قضية الطالبة تصفية حسابات وطنية لقواعد المدرسة الصارمة واحتجاجًا على اللوائح التي لم تترك مجالًا كبيرًا للطالب، وبدأت مجموعات الناشطين في تقديم التماسات تطالب بتغيير القواعد التي تحدد طول شعر الطلاب وتنانيرهم، وفي بعض الحالات، لون ملابسهم الداخلية.
ومع ذلك، فإن اليابان ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي تراقب لون الشعر لدى الشابات. في العام الماضي، مُنع فريقان من فرق كرة القدم للسيدات في الجامعات الصينية من المشاركة في مباراة لأن اللاعبات صبغن شعرهن، وهو ما كان مخالفًا للقواعد. عندما تم الحكم على أحد اللاعبين بأنه ليس لديه شعر "أسود بدرجة كافية"، أُمرت بمغادرة اللعبة، مما أجبر فريقها على خسارة المباراة.
وقالت "كايوكو أوشيما"، أستاذة السياسة بجامعة دوشيشا في كيوتو باليابان، في مقابلة تلفزيونية يوم الثلاثاء إن بعض القواعد المدرسية ضرورية، لكن في هذه الحالة، "تسريحة الطالبة قد تتسبب في حرمنها من الذهاب الى المدرسة والحصول على فرصتها في التعليم".
وأضافت البروفيسور أوشيما: "في هذا العصر، حيث توجد تعاملًا مباشرًا مع أشخاص ذوي عيون وشعر مختلفين، هل من المعقول أن تمنع المدارس الشعر المصبوغ أو المجعد؟ علينا إعادة النظر".
وفقًا لعريضة المدعي التي تم تقديمها في عام 2017، أخبرت والدة الطالبة المدرسة أن ابنتها لديها شعر بني طبيعي. لكن المعلمين استمروا في الضغط على الطالبة لتغميق شعرها، واستخدمت الصبغة السوداء في كثير من الأحيان لدرجة أنها أصيبت بطفح جلدي وألم في فروة الرأس قبل أن تتوقف عن الذهاب إلى الفصل في سبتمبر 2016 بسبب الإجهاد.