من الضروري أن نسأل أنفسنا؛ كيف سيكون شكل المستقبل الذي نريده، وما دور كل مسؤول ومواطن في بناء مجتمع أساسه الإنتاجية والعدالة والكفاءة”… يقولها سمو ولي العهد من عمان إلى البشرية التي تصارع أزمة عالمية.. إلى جيلنا، جيل الشباب الذي ربما يواجه أكبر أزمة عبر التاريخ، ففي الصراع مع أزمة كورونا محتمل أن يتخذ الناس والحكومات قرارات ستشكل العالم في السنوات القادمة، قرارات ستشكل اقتصادنا وسياساتنا وثقافاتنا، وأنظمة الرعاية الصحية لدينا أيضاً، أزمة وقرارات تفرض علينا التفكير، ليس فقط البحث عن خشبة خلاص بتخطي الأزمة وتهديداتها المباشرة، بل التفكير بالمدى البعيد لخياراتنا في أعمالنا وسبل عيشنا، أجل سيدي، من الضروري أن نسأل أنفسنا عن العالم الذي سنعيش فيه بعد أن تمر العاصفة وننجو، كي لا نتأرصف كثيراً ونحن نبيع الندم على بسطة عالم مختلف، ومستقبل جديد سنعيش فيه لا محالة.
“بلدنا زاخر بالقدرات البشرية، ولدينا كل المكونات الأساسية للتقدم والمطلوب منا اليوم كلنا نشمرعن أيدينا ونشتغل مع بعض يدا واحدة، ويد الله مع الجماعة”.. يقول سمو ولي العهد، وهو يشير إلى خيارين استثنائيين في صراعنا مع تلك الأزمة العالمية، بين المراقبة الشمولية وتمكين المواطن، وبين العزلة القومية والتضامن العالمي.
فلا وقت لالتقاط الأنفاس على ما يبدو في التعامل مع تداعيات جائحة كورونا، التدابير الطارئة صارت شيئاً أساسياً في حياتنا، القرارات صارت تنضج سريعا، ويتم تمريرها بساعات، وهي التي كانت تأخذ سنوات في الظروف العادية، ويتم الضغط على الجميع من أجل إنجاز الأعمال وممارسة المهام والخدمات والتعليم عن بعد، ذلك لأننا بظروف غير عادية، و مخاطر عدم القيام بأي شيء أكبر بكثير من انجازها بطرق ووسائل غير اعتيادية، من هنا يحاكي خطاب سيدي سمو ولي العهد جميع المواطنين بقدراتهم الزاخرة والمختلفة، يدعونا أن نشمر عن سواعدنا للعمل سريعا وبروح الجماعة… وهنا دور القيادة.
دور القيادة وروحها التي تستل سرها وسحرها بــ ” خطوة ” تمشي واثقة على يمين جلالة الملك عبدالله الثاني، فالمجالس مدارس، هكذا يقول سموه، وهو يوثق ما تعلمه من حزم جلالة الملك بالظروف الصعبة، وعطفه بالمواقف الإنسانية، ثم بهدوء وعلى تمام الساعة يتخذ القرارات اللازمة.
بغض النظرعن الشبه في الاسم والشكل، إلا أن الأهم هو أن يحمل سموه مبادئ الحسين طيب الله ثراه، هكذا يقول عن تشبيه الناس له بالراحل الباني، مجدداً سموه بحنكته السياسية وذكائه الشديد حضور الراحل الكبير بيننا، ويضيف سموه بأنه في الجيش ليس ولياً للعهد بل زميل سلاح، وبأن حب العسكرية إرث من الحسين رحمه الله، يقول بأنه ملازم أول كبقية الضباط ونحن نقول … هنا الحسين.
في المستقبل، هناك أقدار تنتظرنا قد لا نستطيع تغييرها، لكننا نراهن على حكمة وصبر وعقل خلاق نواجه به التحديات الآتية، فأطل علينا “الحسينان” بمناسبة ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي … كل عام ومولاي صاحب الجلالة وسمو ولي عهده بألف خير، وكل عام ونحن معهم جبابرة لا ننكسر.