زاد الاردن الاخباري -
لم يدعُ أحد "بو يونهاو" للانضمام إلى مجموعتهم في رحلة الفصل السنوية، كما سخر طلاب الصف الخامس الآخرون في مدرسة شنغهاي شانجدي التجريبية منه ووصفوه بأنه "أنثوي جدًا".
وقال "يونهاو"، البالغ من العمر الآن 13 عامًا وطالب في السنة الأولى بالمدرسة المتوسطة في شنغهاي: "أردت أن أهرب بعيدًا عن الفصل الدراسي".
كما سخر بعض زملاء "يونهاو" من نبرة صوته وطريقة "صراخه" عندما حاول الحفاظ على الانضباط بين زملائه الطلاب كمراقب للصف، وقام آخرون بمضايقته لقضاء الكثير من الوقت مع الفتيات وقالوا إنه تصرف كما لو كان "يحاول مواعدة" الأولاد الآخرين في الفصل.
ولعل مثل هذه القصص دفعت الحكومة الصينية الى طرح خطة "ذكورية" فتحت نقاشًا حادًا حول أدوار الجنسين الحديثة، حيث تؤكد على ما يعتبره الكثيرون قوالب نمطية قديمة ومدمرة للرجال والفتيان.
ونشرت وزارة التعليم الصينية في كانون الثاني الفائت، خططًا لـ"التنمية الذكورية" لدى الأولاد بدءاً من روضة الأطفال حتى المدرسة الثانوية، وتتضمن توظيف وتدريب المزيد من معلمي الصالة الرياضية، اختبار الطلاب بشكل أكثر شمولية في التربية البدنية، وجعل الثقافة الصحية إلزامية، ودعم البحث في قضايا مثل "ظاهرة تأثير مشاهير الإنترنت على قيم المراهقين".
وأتت هذه الخطة في أعقاب تحذير أحد كبار المستشارين السياسيين في الصين من أن "الأمة تعاني من أزمة الرجولة"، وإن الأولاد سيصبحون قريبًا "حساسين وخجولين ومخنثين" ما لم يتم اتخاذ إجراء.
وكتب "فانغ جانغ"، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بكين، في منشور بمدونة حول التغييرات المقترحة، أنه يُنظر إلى الفتيان في الصين بطريقة أنه يجب عليهم تعلّم مهارات قيادية قوية، ويحصلون على درجات جيدة في الرياضيات والعلوم، ويتفوقون في الرياضة المدرسية.
وفي الوقت نفسه، يُنظر تقليديًا إلى الفتيات على أنّهن أقلّ فكريًا، ويُتوقع منهنّ أن يكنّ أقلّ قدرة على المنافسة، وتتجذر المعايير الاجتماعية في الفلسفة التقليدية، حيث يحكم العالم من خلال عنصرين: ترتبط النساء بالعنصر الأكثر ليونًا وسلبيًا من "ين" ؛ بينما يتمّ تمثيل الرجال من خلال العنصر الأكثر صرامًة ونشاطًا من "يانغ".
ومع ذلك، بدأت الأفكار حول أدوار الجنسين تتبلور في السنوات الأخيرة، فمنذ عام 2010، التحقت الفتيات بالجامعات بنسبة أعلى من الفتيان، كما تفوقن بانتظام عليهم في الاختبارات الموحدة، مما أثار التساؤلات حول الرأي التقليدي القائم على أن الفتيان بطبيعة الحال أنجح وأذكى من الفتيات.