زاد الاردن الاخباري -
القدس العربي : يمكن ببساطة قراءة “الرسالة” من عنوانها الأبرز خصوصا إذا صدرت عن الملك الأردني عبدالله الثاني شخصيا، وأعقبت حادثة مستشفى مدينة السلط، التي ألهبت دعوات الشارع لرحيل الحكومة وإسقاطها.
الملك أمر بتشكيل “لجنة عسكرية” تتبع الخدمات الطبية الملكية برئاسة الجنرال الطبيب عادل وهادنة لإجراء تحقيق بما حصل في المستشفى وتزويده بتقرير .
تلك خطوة مرجعية يمكن القول إنها تدخل المؤسسة العسكرية ولأول مرة في واقعة حصلت في الجهاز المدني بالتوازي مع التحقيق القضائي.
وهي أيضا خطوة تعني أن مؤسسة القصر وبشأن حادثة السلط لا تريد الإصغاء فقط للحكومة، وتؤسس لدعم التحقيق القضائي الجنائي بتحقيق عسكري مستقل لأغراض “القيادة العليا”، في إشارة متجددة على أن الثقة بالمؤسسة العسكرية مرجعيا تسبق غيرها.
الملك قبل ذلك كان قد تواجد سريعا في الميدان وأمر مدير المستشفى الطبيب عبد الرزاق الخشمان علنا بتقديم استقالته وتحدث وجها لوجه مع الأهالي الغاضبين.
وهي أيضا خطوة كان يفترض أن تبادر لها الحكومة وإن كان الملك شخصيا أيضا قد أمر باستقالة وزير الصحة العجوز وعالم الوبائيات الدكتور نذير عبيدات.
في ملف حادثة السلط “المتدحرج” الآن سياسيا بعض الرؤوس تحسست نفسها والإشارات في “الملكي والسيادي” تزدحم في الاتجاه المضاد لخطأ حصل في الحكومة وصفه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بأنه “لا يمكن تبريره”.
إشارات حادثة “أضعفت الوزارة” بقسوة كانت بادية على الخصاونة وهو يعلن أن الحكومة “تشعر بالخجل”، وأن “جلالة الملك غضب” وسيبادر لإصلاح الأمور “إذا تهيأ له ذلك”، في إشارة ضمنية إلى أن وزارة الخصاونة في مرحلة “الاهتزاز” بعد الإعلان عن سبع وفيات جراء نقص الأوكسجين في حادثة السلط مما قد يؤدي سياسيا إلى “نقص الأوكسجين” بالنتيجة عن الحكومة والطاقم المدني بانتظار نتائج التحقيق القضائي والآخر “العسكري”، ولاحقا لهما “ردة الفعل الملكية” ومعها ردة الفعل البرلمانية والشعبية.
الإيقاع العام بدا “منفلتا” في التعليق على مجريات ما حصل رغم تزاحم تشكيل “لجان تحقيق”، فنشطاء الحراك في حالة تحفيز ودعوات “رحيل الحكومة” عادت بقوة للمنصات والمعارضة الخارجية أعادها الحادث “للبث المسموم” وبسرعة.
واجتهادات شعبوية تسارع للتحدث عن تجميع قوى 24 آذار الحراكية والبيانات تصدر بالجملة من الأحزاب وقوى الشارع وحراكات نواب البرلمان وهتافات “تغيير النهج” عاد النشاط لها تحت إيقاع الحادث.
بنفس الوقت الغضب شديد وسط أهالي مدينة السلط المحتشدين أمام بوابة المستشفى حتى بعد إعلان ساعات الحظر اليومي. وإجراءات الوقاية والتباعد سقطت تماما بحضور الوزير المستقيل في موقع المستشفى تحت وطأة زحف الأهالي وتجمع رجال الأمن والدرك للبقاء في السيطرة.
القدس العربي / لندن