وعلى طريق السلط ..

يا سايق السياره....اذا نويت المسير بالسياره لمسافه طويله فأول ما تنتبه له وتأخذه بالحسبان هو الوقود "البنزين"
وتكون لك نظرتك بهذا المشوار الاعتيادي وتحرص ان لاتقل كمية البنزين عن حد معين وذلك خوفا من ان ينفذ هذا الوقود وتنقطع بك السبل
وتحافظ على حد ادنى لايتجاوزه مؤشر البنزين لغايات موصى بها كي لاتعيق الرواسب اداء المحرك والقطع الميكانيكيه الاخرى
واذا كان السائق فطنا ورأى ان الطريق الذي سيسلكه ليس بالسهل وطبيعته وعره وصعود طويل ولا يوجد اي محطات تزويد لمسافة طويله.. وان كانت المركبه محمله بحمولتها القصوى فأن احتياطي الوقود يجب ان يكون. بأعلى مستوى
ولأن الاستهلاك سيكون اكثر....هذه البديهيات
ولم نذهب لتفقد الاطارات والماء والزيوت كما ينصح به دوما...
ضربت مثلا بشي اعتيادي يمارسه الاغلب منا في اي مشوار سيمشيه ومع تعامله مع مركبه او اليه
.....فكيف ومايجب ان يكون عندما نتعامل مع بشر وارواح ومرضى يرقدون ع اسرة الشفاء لاحول ولا قوة لهم
ارهقهم وباء لعين...وكل البروتوكولات الطبيه عجزت واتفقت ان الاوكسجين واجهزة التنفس هي ملاذ اخير للنجاه
لمن غزاهم هذا الفيروس واحتل اجهزتهم التنفسيه
هل يعقل ان تترك خزانات الاوكسجين حتى الفراغ التام!!!!
وهل من التخطيط الاستراتيجي وادارة المخزون
وانا ضمن منحنى وبائي تصاعدي ان اقف عند مخزونات ثابته وانا احتسب واستطلع واعلم ان عدد الحالات سيزيد ويتضاعف ومن سيحتاجون الاجهزه والاكسجين سيكون اكبر او على الاقل سأتفاجئ بذلك في اي لحظه..
وهل الخلل في عملية الاداره ام الرقابه ام التزويد
وهل هذا وضع عام ام حاله خاصه
وان تعلقت المسؤوليه بأشخاص فهل هي تراكميه ام مستقله...
وان كانت المحاسبة العادله لاي موظف مقصر موجوده من اصغر الدرجات وحتى الوزير وان لا تزر وازرة وزر اخرى
منذ اكثر من عام تغنى مسؤولون بالتعامل مع هذه الجائحه
وكانت الحالات لايام عديده لاتتعدى عدد اصابع اليد
واستنزفوا جهدا كبيرا وامكانيات ماديه لا اعلم ان ثبت نجاحها ونجاعها
فأصبحت تشطف الشوارع وترش الاشجار والساحات بالمعقمات والمنظفات وتتلف منتجات زراعيه وطرق عزل وملابس وقائيه فرضت وهدرت الملايين
فأن كانت ذات فائده فلما وصلنا الى هنا
وان كانت تحد وتمنع فلما لم نراها ها هنا
ونحن نرى الاف الحالات يوميا وانتشار كبير للوباء
وفي مرحلة اخرى
زفوا لنا اننا بمراحل ممتازه من تغلبنا على هذه الجائحه
ولم نرى تخطيط مسبق واضح او خارطة طريق صحيه لهذا الوباء او غيره مستقبلا... ومن قبل ذلك فرغت العديد من الوزارات من كفاءات وخبرات احوج ما نكون لها في هكذا ظروف...
وها نحن الان استيقظنا على تخبط وارهاق وقلق وفاجعه
ولا نعلم مالقادم...
حمى الله الاردن وشعبه وقيادته وابعد عنه كل مكروه
والرحمه لشهدائه

د. حازم سعد بني نصر

---