زاد الاردن الاخباري -
المحامي سالم عيسى نجمه - وآسفاه... أن نرى من يجد الظرف الصحي الذي يمرّ به مجتمعنا فرصة مواتية لجمع الأموال ولمزيد من الأرباح. قد نهضم فكرة واقع مرير أن هناك أغنياء جائحة في أرجاء العالم كما هو في الحروب (أغنياء حرب)، لكن في مجتمع طيّب كمجتمعنا، فهذه الفكرة عسرة الهضم. والاستغلال بأشكاله بشع وقبيح، ويعود على صاحبه بنتيجة بغيضة، وهذا من مبدأ ساميّ "كما تُدين تُدان".
ولأننا نواجه أحوالا إستثنائية، فالوقت مناسب لتعاضد الأهل والجيران، تناصر الأقوياء مع الضعفاء، تكاتف الأغنياء مع الفقراء، ملائم للتعاون والمساندة لا التخاذل والتعارض، لا للإنتهازية وإغتنام الفرص... .
في الحقيقة... شهدنا في الآونة الأخيرة إرتفاعًا ملحوظًا في أسعار اللوازم والمستلزمات الطبيّة، لازمها إرتفاعًا أخرًا في أسعار أجهزة توليد الاوكسجين المنزلية، وهذه الأجهزة من الإحتياجات الأساسيّة لبعض مرضى الكورونا الذين يعالجون في المنازل أو يتعافون بعد خروجهم من المشفى، وإذا جاءنا أحدهم بنظرية العرض والطلب، فنجيبه بأن هذا غير مبرر، لأن ذلك ما هو إلا إنعكاس للطمع والمغالاة والكسب السريع وجمع مزيد من الأموال.
ونقول لمن يندفع إلى مزيد من الأرباح، لمن يجشع في هذا الحين، حذاري... إن الضحيّة هم الفقراء وأصحاب الدخول المتدنيّة، إنتبه إلى هذه الحقيقة، فالفرضة مواتية كي تقوم بإعادة حساباتك، فما بال هامش الأرباح المعقول، الذي يرضي رب العباد والعباد؟ وما بال الكسب المشروع؟ فالعبرة في بركة المال وليس في كثرته.
لماذا لا يضع كلٌّ منا نفسه مكان الطرف الأخر، البائع مكان المشتري، المؤجر مكان المستأجر، والعكس صحيح... بذلك تسمو الأخلاق ويسلم المقصد، ولا يكون مكسب أحدنا على حساب الأخر.
صحيح أن هناك حدودًا شرعيّة وتشريعيّة تناولت هذه السلوكيات، فيها أوامر ونهي وعقوبات وجزاء، إلا أن الرادع الأساسيّ هو الضمير الإنسانيّ، فليملي علينا ما هو الصواب.