زاد الاردن الاخباري -
درس علماء الفلك لأول مرة بالتفصيل عدة خيوط من الشبكة الكونية-هياكل غاز الهيدروجين التي تنشا فيها المجرات، واتضح لهم أنها مليئة بمليارات المجرات القزمية التي لم تعرف من قبل.
وتشير مجلة Astronomy & Astrophysics، إلى أنه على الرغم من أن خيوط الغاز التي تولد فيها المجرات، سبق أن تنبأ بها العديد من النماذج الكونية، إلا أنه لم يتابعها أحد حتى الآن. لذلك كل ما كان معروفا عن بنية الشبكة الكونية، اقتصر على عدد قليل من مناطق محددة على امتداد انتشار أشعة الكوازارات، التي تعمل مثل مصابيح السيارات الأمامية ، "تومض" السحب الغازية على طول خط الرؤية.
ولكن الآن تمكن علماء مركز ليون الفرنسي لبحوث الفيزياء الفلكية بالتعاون مع جامعة كوت دازور (جامعة الريفيرا الفرنسية)، من اكتشاف ودراسة عدة خيوط من الشبكة الكونية بصورة مباشرة باستخدام جهاز الطيف MUSE المتعدد الوظائف الذي يعتبر العنصر الرئيسي في نظام البصريات التكيفي، ويسمح بالحصول على صور فائقة الدقة والوضوح، المثبت على تلسكوب ESO الكبير جدًا في تشيلي.
وقد اختار الباحثون في دراستهم جزءًا مما يسمى حقل هابل الفائق (HUDF) ، والذي هو صورة لمنطقة صغيرة من الفضاء تم تجميعها من البيانات التي حصل عليها تلسكوب هابل الفضائي خلال الفترة من 24 سبتمبر 2003 إلى 16 يناير 2004. وراقب الباحثون هذا الجزء على مدى 140 ساعة، واستغرق تحليل ومعالجة البيانات وصور خيوط الهيدروجين التي تكونت بعد 1-2 مليار سنة بعد الانفجار العظيم، أكثر من سنة.
واتضح للباحثين، أنه على الرغم من أن HUDF اكثر المناطق الكونية التي يدرسها العلماء، إلا أن 40% من المجرات التي اكتشفوها بواسطة MUSE ليس لها شبيه بين التي اكتشفها "هابل".
وكانت المفاجأة الأكبر للباحثين، اكتشاف أن الضوء المتدفق من خيوط الغاز ينبعث من مجموعة غير مرئية من مليارات المجرات القزمية غير المرئية وعدد كبير من النجوم. وكان العلماء يعتقدون سابقا، أن هذا التوهج ينتج عن انتشار إشعاع الخلفية الكونية فوق البنفسجية، ما يسخن خيوط الغاز ويجعلها مضيئة.