هل ما زال المواطن أغلى ما يملكه
المسؤول الأردني ؟؟؟
إنّ ماحدث في مستشفى السلط الحكومي الجديد في مدينة السلط من فقدان مادّة الأكسجين الضرورية لحياة المرضى والأصحّاء في كل مكان على ظهر البسيطة كما تحت الماء وفي المناجم تحت سطح الأرض وأينما كان الإنسان يوجد ويتمتّع بالحياة التي وهبها الله لعباده حيثما كانوا احياء يُرزقون إلى أن يشاء الله غير ذلك .
وقد تكررت حوادث فقدان المواطنين نتيجة إهمال أو إستهتار موظفين باعمالهم ومثال لذلك حادثة فقدان طلاب مدرسة قبل ثلاث سنوات حيث وقع الحادث في مساء 25 تشرين الأول عام 2018 م في مجرى وادي زرقاء ماعين في محافظة البلقاء؛ حيث تعرض الأردن لمنخفض جوي يُعد الأول من نوعه في عام 2018 م. وفي ذات الوقت كان هناك عدة متنزهين في منطقة الوادي، من بينهم أعضاء رحلة مدرسة فيكتوريا الخاصة والبالغ عددهم 44 شخصاً منهم الطلاب والمعلمين والأدلاء السياحيين، وكانت تتراوح أعمار الطلاب بين إحدى عشرة وثلاثة عشر سنة؛ حيث يعد الوادي منطقة لرياضة المغامرات بالإضافة لمجاورته للبحر الميت. وفي أثناء وجود المتنزهين في الوادي، داهمتهم سيولٌ جارفة سريعة في الوادي جرفتهم باتجاه قعر الوادي ثم إلى منطقة أسفل الجسر الواقع فوق الوادي بما في ذلك من صخور ومناطق وعرة إلى أن أوصلتهم إلى البحر الميت , وقد شاركت في عمليات البحث مختلف صنوف الدفاع المدني الأردني؛ حيث شاركت زوارق وطائرات الإنقاذ، إضافة لطائرات مسيرة من دون طيار مصممة لأغراض البحث. كذلك شارك فريق البحث والإنقاذ الأردني الدولي التابع للدفاع المدني، مستخدما كلاب البحث والإنقاذ والكاميرات التلفزيونية وتم فقدان ما يزيد عن واحد وعشرين طفلا بعمر الورود رحمهم الله .
وهذا يذكرنا بالإنتهاكات وسوء التصرف مع نزلاء دور الرعاية لذوي الإحتياجات الخاصّة في المراكز الخاصّة او تلك التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في السنوات الماضية والتي أدّت إلى أمر جلالة الملك حسين رحمه الله بإقالة وزير التنمية في القرن الماضي قبل اكثر من ربع قرن ودعاه بالوزير الباكي نتيجة تراخي الموظفين وسوء تعاملهم مع تلك الشريحة من المجتمع التي بحاجة للحنان والتربية اللائقة بوضعهم الخاص وقد تكرر الغضب الملكي بخصوص تلك التجاوزات على نزلاء تلك الدور للمعاقين والأيتام بعد ذلك مرارا .
وقد قالها المرحوم باذن الله الملك حسين أن الإنسان أغلى ما نملك فهل ما زال الإنسان الأردني أغلى ما لدى الأردن والمسؤول الأردني حتّى الآن كما هو لملك البلاد .
وقد عاش الأردنيون الكثير من الظواهر التي لم ولن تلقى القبول من الشعب الأردني الحر مع محبته وإخلاصه للقيادة الهاشميّة فعاش الشعب بحسرة قضية الدخان وقضيّة أنبوب الغاز وقضية المفاعل النووي وقضية الخصخصة لكثير من المؤسسات والشركات الوطنية وقضية الزرقاء التي حكم عدد من مرتكبيها بالإعدام مؤخرا وغيرها من القضايا التي لم تكن واضحة للمجتمع الأردني دون أيِّ إيضاحات مفصّلة أو مُقنعة للمواطن الأردني الحر من الحكومة , حتّى بات المواطن ينام وهو يحلم أن ألاتي أعظم سوءا ووبالا عليه .
ويعيش الأردني وهو ينتظر الأسوأ دائما حتّى جائت جائحة الكورونا حيث إعتقد الفاسدون أنّ الفرج قد جائهم برجليه ولكنّ الله جلّ جلاله أراد أن يُعطي الفاسدين دروسا بأن فلوسهم التي سلبوها أو حصلوا عليها بغير وجه حق لا يوجد لها غطاء وأنّ الشعب الأردنيُّ صبر كثيرا وداس على الصعاب ووضع حجرا على معدته صبرا وتحمُّلا آملا أن ينبلج الصباح وتظهر الحقائق ويموت بعض الفاسدين ويأتي الفرج بأن يُمسك المخلصون للوطن على اللصوص والفاسدين والمرتشين واللذين لم يصونوا القسم الذي أقسموه أمام الملك ولم يُخلصوا لجلالته ولم يحافظوا على الدستور قولا وفعلا ولم يقوموا بالواجبات الموكولة لهم وكان همُّهم الوحيد هو كيف تزداد ثرواتهم وثروات أبنائهم وكيف يحصلون هم وأقربائهم وانسبائهم على أعلى الوظائف وأكبر الرواتب والأجور وتحسين أوضاعهم في القطاع العام والخاص دون النظر لمصلحة الدولة ودون الإحساس بما يبذله جلالة الملك لتحسين ظروف المواطنين ودون التفكير بالعدالة والمساواة بين التاس فلله درُّهم من أناس فاسدون .
ولعلّ حادثة مستشفى السلط وإستشهاد مجموعة من المرضى النزلاء فيه بيّنت لدى القاصي والداني أن هناك تلاعب بمقدرات الشعب الأردني وقدراته بل والإسائة لقيمه وتقاليده والمبادئ التي عاش عليها ومن أجلها المائة سنة الماضية وتوارثتها الأجيال كوكبة بعد كوكبة وعاشت المملكة في وجه العواصف المتلاحقة وعانت أحيانا من الأخ والصديق وكان أملها دائما في بني جلدتها وأما أن يكون الأبن فاسدا وغير صادق مع أبناء جلدته فتلك هي المصيبة معاذ الله و قال طرفة ابن العبد
بروضة دعميٍ فأكناف حائلٍ ظللت بها أبكي وابكي إلى الغد
وقوفاً بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجلد
أرحنا يا الله وسلّمنا من الوباء وارحم امواتنا وأشفي مرضانا وارحم شعبنا من هذا الوباء وما لحقه من بلاء وغيّب عنّا الأحباب وتركنا وكأننا في العراء ممّا صنعت أيدينا فارحمنا برحمتك فليس لنا سواك يا الله .
أحمد محمود سعيد
عمّان – الأردن
18/3/2021