خاص - الاستاذ عيسى محارب العجارمة - يوم جميل جدا، هو اليوم الأول الذي جرت فيه مراسم تجنيدي برتبة عريف مشاة بالجيش العربي، القوات المسلحة الأردنية، وتحديدا يوم 30/10/1985.
كان سرفيس العبدلي رقم ٧، الذي يقف في سوق الذهب بوسط البلد في عمان هو وسيلتنا للوصول إلى ركن التجنيد بالقيادة العامة بالعبدلي.
ركبنا السرفيس وهو سيارة مرسيدس قص موديل منتصف السبعينات، رمز القوة والأناقة والفساحة الداخلية بما وفره الصانع الالماني لركابها الخمسه بما فيهم السائق والذي كان يخضع لتدقيق أمني وشهادة حسن سلوك لحساسية العبدلي، التي تضم مراكز سيادية هامة.
حيث يمخر بنا مركبنا المعدني الفاره - او هكذا خلته سرفيس رقم ٧ - بيوم تجنيدي العظيم، وهو بالنسبة لي عيد شخصي ووطني اعتز به اعتزازي بيوم الكرامة بالفاتح من آذار من كل عام حسب تقويم الشهيد معمر القذافي رغم عداوته للأردن الهاشمي ولكنها العروبة تسري في شراييني كما علمنا اياها أبناء الأنبياء الهواشم في الترفع عن سفاسف الأمور بعليائهم القومي الهاشمي.
منذ نقرة السلف لسرفيس سبعة، وصدري يدق انني على مقربة من ولوج بوابة ركن التجنيد لانضم لكوكبة العسكر حراس المملكة والملك الكوكب الدري المهيب حسيننا المعظم تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.
وحتى انا أقف بالطابور الطويل بقاع المدينة الذي يعرف بطابور سرفيس ٧ بسوق الذهب، الذي لا تضيع ذكرياته من افئدة الأردنيين القادمين من القرى والمحافظات ميمين صوب العبدلي حيث القيادة العامة، ومديرية الأمن العام، والمخابرات العامة فندق ابو رسول، وغيرها من محطات أمنية وعسكرية هامة وسيادية كقصر العدل والبنك المركزي والبرلمان ومسجد الشهيد الملك عبدالله الأول، كلها محطات تحميل وتنزيل لسرفيس رقم ٧.
اقول منذ نقرة السلف للشفير والقلب يدق، ليس لي انا الراغب في الحصول على شهادة التعيين وتسليم الهوية الشخصية المدنية لقرابة عقدين قادمين من الزمن الجميل سآتي على ذكرها تباعا، ولكن لان الموضوع متعلق بسرفيس رقم ٧ فلن اسهب بتفاصيل يومي الأول بالجيش العظيم، واكتفي ان من ركاب السيارة العمومية عاشقين استفسرا عن موقع حديقة الطيور بالشميساني المحطة الأخيرة للسرفيس كونها جنة وملتقى العشاق بذاك الزمن الجميل وبعد ذلك لا تسألني لماذا احب الأردن والجيش والعشاق... وسرفيس رقم ٧ حارس الذاكرة الوطنية بقاع المدينة.