زاد الاردن الاخباري -
اكتنف الغموض فرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاحتفاظ بالسلطة يوم الأربعاء إذ لم تُظهر النتائج الجزئية لرابع انتخابات إسرائيلية تُجرى خلال عامين أي مسار واضح لفوزه.
وما زال أمام إعلان النتائج النهائية ساعات أو أيام بعد فرز 88 في المئة تقريبا من الأصوات. ويبدو أن نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني سيضطر للعمل على تشكيل ائتلاف غير متوقع قد يضم أحزابا قومية من اليهود المتطرفين وحزبا عربيا لضمان فترة ولاية أخرى.
إذا لم تحدث مفاجآت في الأصوات التي لم يتم فرزها فربما تسفر النتائج عن إجراء انتخابات من جديد.
وكانت الانتخابات التي جرت هي الرابعة بعد ثلاث جولات غير حاسمة لم يفز فيها نتنياهو (71 عاما) أو خصومه من يسار الوسط بأغلبية في البرلمان.
وتشير التوقعات إلى أن حزب ليكود سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بعدد 30 مقعدا بدلا من 36 مقعدا فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب "هناك مستقبل" الذي ينتمي لتيار الوسط برئاسة يائير لابيد (57 عاما) خلفه بعدد 18 مقعدا.
وكان لابيد (57 عاما) يأمل أن تكون هناك أحزاب كافية مناهضة لنتنياهو للإطاحة بالزعيم المخضرم الذي يتولى السلطة منذ 2009.
وأعلن نتنياهو (71 عاما) عن "فوز كاسح" في الانتخابات وأعرب عن أمله في تشكيل "حكومة يمينية مستقرة".
واستقر سعر الشيقل الإسرائيلي أمام الدولار في حين تراجعت الأسهم في تعاملات يوم الأربعاء.
* مساومات
عادة ما يقع على عاتق الحزب الأكبر تشكيل الحكومة وهذا قد يتطلب أسابيع من المشاورات غير الرسمية.
وسيتعين على نتنياهو استقطاب الأحزاب الدينية الحليفة فضلا عن الأحزاب اليمينية المتطرفة وربما أيضا القائمة العربية الموحدة وهي حزب إسلامي محافظ من المتوقع أن يحصل على خمسة مقاعد بالبرلمان.
ودعا منصور عباس (46 عاما) زعيم القائمة العربية الموحدة للعمل مع نتنياهو من أجل تلبية احتياجات الأقلية العربية البالغة 21 بالمئة من سكان إسرائيل، وهو موقف يرفضه أغلب العرب وهو ما دفع فصيل عباس للانشقاق عن تحالف للأحزاب العربية قبل الانتخابات.
وقال عباس لمحطة 103 إف.إم التابعة لإذاعة تل أبيب "لسنا في جيب أحد. نحن مستعدون للتعامل مع الطرفين (نتنياهو ولابيد)". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه اتفق على لقاء لابيد هذا الأسبوع.
وهناك خلافات في الليكود بين مؤيدين لدعم الموحدة لحكومة يشكلها بنيامين نتنياهو وبين رافضين لهذه الإمكانية.
كذلك فإن ترجيح كفة نتنياهو ربما يكون في يد منافسه القومي المتشدد نفتالي بينيت الذي عمل ذات يوم وزيرا للدفاع في حكومته. ويؤيد بينيت ضم أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. ومن المتوقع أن يحصل حزبه المتشدد يامينا على سبعة من مقاعد البرلمان. ولم يحدد بينيت بعد ما إذا كان سيدعم نتنياهو.
وإذا تشكلت حكومة يمينية متشددة من المرجح أن تختلف مع حكومة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بشأن قضايا مثل الدولة الفلسطينية وتعامل واشنطن مع إيران العدو اللدود لإسرائيل بسبب برنامجها النووي.
ويبدو إبرام تحالف بين بينيت (48 عاما) وبين معارضي نتنياهو من يسار الوسط مستبعدا سياسيا.
استندت حملة نتنياهو في الدعاية الانتخابية على قيادته لحملة تطعيم رائدة مكنت نحو 50 بالمئة من الإسرائيليين من تلقي جرعتين بالفعل من اللقاح.
لكن اتهامات الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، التي نفاها نتنياهو في محاكمة جارية، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي عانى منها الإسرائيليون في ثلاث مرت أُعلن فيها العزل العام لمكافحة فيروس كورونا أثرت على شعبيته.
وقال يوهانان بليسنر رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز دراسات غير منتم لحزب، إن استطلاع آراء الخارجين من مراكز الاقتراع أظهر أن البلد ما زال منقسما وأن إجراء انتخابات وطنية خامسة أصبح خيارا حقيقيا.
وأضاف "وفي الوقت نفسه، يصبح نتنياهو أقرب من أي وقت مضى، إذا انضم بينيت لائتلافه، لتشكيل حكومة ذات قاعدة ضيقة تضم أكثر العناصر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي".