زاد الاردن الاخباري -
في ظل هذه الجائحة الوبائية المرعبة التي هزت العالم وزلزلت أركانه الاجتماعية والاقتصادية والصحية وما زالت تحصد الموتى والإصابات والخوف والهلع بين مواطني الدول دون تفرقة بين دولة متقدمة بإمكانيات وموارد ضخمة وكبيرة ودولة ذات موارد محدودة استطاع أصحاب الثياب والقلوب البيضاء من الكوادر الصحية أن تثبت للعالم أجمع أنهم أصحاب الضمائر الحية والعطاء الذي لا ينقطع في تقديم الرعاية الصحية للمحتاجين.
وقد برهنت الكوادر الصحية الأردنية للعالم أجمع وأركان الدولة الأردنية أنهم اصحاب الوفاء والواجب الأخلاقي والإنساني والمروءة والشرف والتضحية والفزعة والانتماء والإيثار المطلق لهذه الدولة الهاشمية وقيادتها ومواطنيها وأنهم بحق أسياد الواجب في كل الظروف والإمكانيات المتوفرة لتقديم الخدمة الطبية للمرضى المحتاجين شأنهم شأن رجال الأمن والجيش العربي الباسل وكل غيور يعمل في موقعه، ولكن مما يميز هذه الأرواح الطبية تعاملهم المباشر مع المرضى المصابين بهذا الفيروس اللعين الذي يفتك بنا دون رحمة أو شفقة على كبير أو صغير أو ضعيف.
والله إن الكلمات والعبارات والإشادة تعجز عن شكرهم وشكر النقابات الصحية التي تجدد التأكيد دائما أنهم نسيج أردني يعجز اللئيم اختراقه وزعزعة رسالة الانتماء لوطن تحاك ضده دسائس دولية والقليل منها محلية حتى نركع مثل الآخرين، وتنفيذ أجندة لا تقبلها الكرامة والشموخ الأردني الذي يرافق الوصف عندما يشار إلى المواطن الأردني بالبنان.
يا أصحاب العزيمة البيضاء سيسجل التاريخ لكم بأحرف من نور مواقفكم السابقة واللاحقة وسيتذكر الأردنيون جهودكم وشهداءكم بافتخار وسوف ينقلونها إلى أبنائهم دوما أنكم أثبتم أنكم البلسم لهذا الشعب، وسوف نتوجه إلى الله العلي القدير بالدعاء لكم في كل وقت وساعة استجابة بأن يحفظكم وأبناءكم وعائلاتكم ويمتعكم بالصحة والعافية.. ويكفيكم أن ينطبق عليكم قول "من أحيا نفسا فقد أحيا الناس جميعا".
وكونوا عل يقين بأنكم كنتم وستبقون مصدر افتخار لجلالة مليكنا أبا الحسين وكل شرفاء الوطن وأنه بانتهاء هذا الفيروس اللعين سوف تكونوا منارة إعجاب في كل مناحي الحياة وفي أي مكان تتواجدون فيه أو تذكر أفعالكم.
من كل جوارح الأردنيين..شكرا للجيش الأبيض والمؤسسات التي تحتضن هذا الكادر ولنقاباتهم الصحية ولكل غيور على الوطن وصحة أبنائه ورحم الله شهداء الواجب.
ولنتذكر دائما أن بعد العسر يسرا..وأن بعد كل ليل شمس تشرق تعيد الحياة إلى هذه الأرض المباركة... وليكن يقيننا بالله أنه لن يضام عنفوان من خلق على تراب هذا الأردن الطهور... وإن غدا لناظره لقريب.
المستشار الدكتور رضوان أبو دامس