خاص - عيسى محارب العجارمه - مسيرة حاشدة بكل معاني الفخر بساكن رغدان المعظم، تلك التي تماهت في خاطري، وانا أشد الخطى، صوب المقر العامر دام عز قاطنه الشريف الهاشمي.
انا بواقع الأمر انسان متصالح مع نفسي، ولا أجد غضاضة في التغاضي عمن ينتقد فلسفتي الأدبية، في الانحياز المطلق لهذا الفرع من ال البيت، نتيجة مجاهداتي الغارقة بالتصوف المبنى على حب فاطمة وبنيها وبعلها وابيها عليهم أفضل الصلاة والسلام. لذا اعيش لذة كتابة المقال منفصلا عن الواقع اللحظي البائس.
كانت البداية في مطعم أنوار مكة، مع طبق غداء شهي، يتضمن ربع دجاجة مشوية، وطبق أرز واخر للفاصولياء البيضاء بالصلصة المعدة بحرفنه، وصحن مخلل وماء معدني، كل ذاك بمبلغ دينارين وثمانون قرشا، وربع دينار بقشيش للنادل.
وجبة غداء فاخرة بأقل كلفة، احب الترويج لها لتشجيع السياحة الداخلية، صوب وسط البلد المنهك تجاره من قلة الأقدام، فالمطاعم الشعبية كهاشم وحلويات حبيبه وانوار مكة، تحتاج الدعم القلمي والبيان الساحر الفضفاض، لجذب الزائر المحلي لتعويض غياب السياحة الأوروبية التي كانت تعج بها الساحة الهاشمية والمدرج الروماني وجبل القلعة وفنادق وسط البلد الشعبية الرخيصة النظيفة الخاوية الان على عروشها.
انا اعرف ان ساكن القصر رحيب الصدر، يهمه قراءة نبض الشارع من مظانه، لا من خلال تقارير مفرغة من روح وحس رجل الشارع البسيط مثلي. فأنا رجل شارع، وصاحب مشروع، ولست ابن شوارع، حتى يتم إقصاء قلمي وتهميشه، مع حبي لتلكم الشريحة الظالمة المظلومة، فلم يعد لهم ما يقيم اودهم، فالبطالة فتكت بالعيارين والشطارين وهو الاسم المخفف للزعران والبلطجية، وسأكون لسان حال المظلوم منهم فالجوع عاطل وهو بداية الانهيار.
اقول بأن البداية كانت من مطعم أنوار مكة، وبعد أن أنفقت ثلث المبلغ المتواضع في جيبي، على طعام الغداء، بدأت بمسيرتي الشخصية صوب المقر العامر، حاملا استدعاء شخصي لشرح ضيق ذات الحال، كأي اب أردني لمقام الأب الحاني سيدنا الملك عبدالله الثاني.
سرت مشيا صوب الباب الجنوبي، وكانت عقارب الساعه إلى الواحدة والنصف فوصلت غايتي بعد نصف ساعة، وكنت انظر من شارع المحطة بعين العاشق بروحه المتصوفة لجبل القصور تظلله الاشجار الخضراء وأبراج الحراسة وروح الزهراء عليها السلام.
وصلت غايتي واستقبلني الجنود الشجعان، على باب المقر العامر بروح المودة والرحمة، وخصوصا حينما عرفوا حاجتي ولكن الوقت المخصص لاستلام الأوراق قد نفذ إذا وصلت بعد الساعة الثانية، فعدت ادراجي صوب مجمع رغدان لاغيب وسط الزحام والجموع، فهناك تجد روحي السلام والمسرة....