زاد الاردن الاخباري -
أحمد الحراسيس - كانت "الرأي" الأردنية في زمن مضى منارة الصحافة وعمادها، وكان العمل فيها رغبة وحلما يداعب أجفان الكثيرين من عشاق مهنة الحرف في الأردن.
طالما أحزننا ما آلت إليه حال درة الصحافة من انتكاسات مادية نتج عنها ارتكاسات مهنية، فصار السابق المحلق يحبو ويدب على أربع بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس.
لقد كانت استقالة المهندس سامي السميرات نذير شؤم بعد أن تأملنا خيرا بصلاح ما أفسدته يد العبث والإهمال في أكبر الصحف الأردنية.
كانت الاستقالة صادمة بقدر ما كانت طبيعية مبررة، فلا يملك الحر الكريم إلا أن يفارق دارا أحبها بعد أن سامها كل مفلس، وأي مفلس هو، سامها ألوان العبث والتصيد والاستخفاف والطيش.
إن الظروف الموضوعية التي هيأت لـ"كائن ما"، أن يصول ويجول في "صحيفة ما"، ويسقط جهود أربعين عاما امتلأت بالعرق والنصب والآهات والحسرات، هي غير الظروف الموضوعية في "الرأي"، الرأي التي امتلأت أروقتها رجالا لا يقبلون الإهانة أو التنمر أو سوء الخلق ومركبات النقص.
لا يستطيع من كان هذا وصفه أن يبقى في محاضن الرجال، في عرين الأسد، فلا مكان للذباب في أعشاش النسور.
صحيفةَ الرأي.. هنيئا هذا الإنجاز، وهي أول البشائر بارتقاء سلم المجد مرة أخرى.
هنيئا لراكان بالرأي، وللرأي براكان، الذي أبت رجولته ووطنيته وانتماؤه لصحيفته أن يقبل أي لون من ألوان الغطرسة والاستعلاء.