زاد الاردن الاخباري -
وضع الدكتور نائل زيدان المصالحة نائب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة 8 قضايا على طاولة وزير الصحة في غاية الأهمية وتاليا الملاحظات:
القضية الاولى: تتعلق بعلاج مرضى الكورونا : ووزيرنا هو طبيب معالج وفي صميم التخصص للذين يعالجون المرض. أرى أن يقوم الوزير بدعوة أصحاب الخبرة من الذين اشتهروا بعلاج المرض في جميع منظومتنا الصحية ، لتقديرهم و شكرهم و تشكيل فريق منهم موازي لفريق لجنة الأوبئة ليراجعوا بروتوكلات العلاج و يطوّروا عليها من الخبرة العالمية ، و يتبادلوا الخبرات حتى نستفيد من تجاربنا في كل قطاعاتنا الصحية .
وفي ذات السياق العمل على توفير الادوية المقرره في البروتوكل بأثمان معقوله وعدم ترك هذا الامر لمستودعات الادوية أو قيام وزارة الصحة بتوفيرها كما حصل في جائحة انفلونزا الخنازير ، حيث قامت الوزارة بتوفير عقار Tamflu بسعر معقول و بكميات جيدة و كان متاحاً للمرضى في جميع القطاعات. هذا فضلاً عن إعفاء كل ما له علاقة بعلاج المرض من الرسوم و الجمارك و الضرائب .
القضية الثانية : تختلف الموجه الثانية عن الموجة الاولى باعتبار معظم الحالات من النوع المتحوّر و ثبت أنه سريع الانتشار وأشد فتكا خاصة الاعمار ما بين 30 – 55 سنة . و أن معظم المرضى المدخلين الى المستشفيات بحاجة الى أوكسجين علاجي مضغوط (High Flow) و هذا يتطلب أن نضع قضية الاوكسجين وأنظمتة و التزود به و أسعاره أمام أعين المسؤولين و كذلك وضع بروتوكولات واضحة تتعلق بما ذكر و مراقبتها والتأكد أن المرضى يقدم لهم أفضل سبل العلاج بالاوكسجين .
القضية الثالثة : نقص الكوادر الطبية و خاصة التمريض و فنيي التنفسية ، وبالرغم من الزعم أن هناك بطالة في التمريض ، فقد تبين من خلال محاولات بعض المستشفيات الخاصة ،الاستفادة من القوائم لدى ديوان الخدمة المدنية و نقابة التمريض و الاعلان عن التوظيف ، أن قسم كبير من هؤلاء قد التحقوا بالعمل خارج الاردن ، أو في القطاعات الحكومية المختلفة ، أو تركوا مهنة التمريض الى مهن أخرى و بالتالي يفتقروا الى الخبرة .
و من ناحية أخرى ينتقل التمريض من قطاع إلى أخر بحثا عن فرص أفضل ، أو العمل في أكثر من مكان و بالتالي التعرض للإنهاك المستمر ، مما يؤثر على خدمة المرضى و بالتالي على حياتهم . إن الاعتماد على حديثي التخرج و قليلي الخبرة يؤدي إلى أخطاء طبية قاتلة و بالتالي لا بد أن نضع حد لهذه المشكلة على المستوى الوطني بناءً على معلومات و دراسات و اقعية و بعيداً عن التوظيف السياسي او النقابي .
القضية الرابعة : وحيث تزدحم الآن أقسام العناية الحثيثة في كثير من المستشفيات الخاصة و بالرغم من قدرتها على استيعاب هذا الزحام الاّ أن عدم توفر أجهزة التنفس الإصطناعي لديها و تعذر شرائها إمّا للاسعار الباهظة التي تستغل الشركات الآن المستشفيات بسبب حاجتها ، أو تعذر استيرادها من الخارج بسرعة . و بالتالي و حيث أن الجائحة في عنفوانها أرى أن تقوم وزارة الصحة بتزويد من يحتاج من المستشفيات بالإيجار او الإعارة من مخزونها المتوفر في مستودعاتها .
القضية الخامسة : انتشار العلاج المنزلي من قبل أطباء و ممرضين و فنيين من غير توفر بروتوكول مراقب من وزارة الصحه و بالتالي الاجتهاد حسب الفريق المعالج ممّا يؤدي إلى وصول الحالات الى طوارئ المستشفيات متوفية ، أو في حالة صعبة للغاية . والمطلوب أن تضبط وزارة الصحة هذا الامر لأن عدد المرضى الذي يعالجون في البيوت أضعاف الذين يعالجون في المستشفيات .
القضية السادسة: يتعرّض الكوادر الطبية الى ظروف نفسية صعبة بسبب طبيعة المرض و الحالات المرضية ، و كون المرض جديد و تحكمه بروتوكلات جديده ، ممّا أدى الى بعضهم الى ترك العمل ، و خاصة الاطباء المعالجين ، و التعرض لحالات عصبية و نفسية بحاجة الى عناية : و المطلوب أن نأخذ بعين الاعتبار معاناة الفريق الطبي وما يتعرض له من مخاطر .
القضية السابعة : إن هذا المرض لا يمكن إعتباره مرضاً عادياً ، وهناك كثير من الحالات بحاجة الى متابعة و رعاية طبية بعد الخروج من المستشفى للتأكد من عدم إصابة الاعضاء باختلاطات مزمنة، وقد ظهر جلياً في الموجه الثانية ما يسمى انتكاسة اليوم العاشر من الاصابة حيث يتعرض بعض المرضى لتخثرات دموية حادية ، أو تراجع وضع الرئتين بما يتطلب إدخال المريض الى العناية الحثيثة .
و الاقتراح أن يكون هناك عيادات متخصصة ترعى المرضى بعد الاصابة بحيث يمكن تقديم الرعاية الطبية مبكراً و تقييم الحالات بشكل موضوعي و دقيق .
القضية الثامنة : الضبط الاعلامي : الاعلام يتناول القضايا المتعلقة بالجائحة بشكل فوضوي يحسن أحيانا و يخطئ أحياناً كثيرة . و هناك قصص نجاح حقيقية في علاج المرضى و موثقة لدى الاطباء المعالجين من تجاربهم الشخصية .
إن تسليط الضوء على قصص النجاح ، يعزز الثقة بالقطاع الطبي ، و يحافظ على صورة الاردن أمام الأخوة العرب و الأجانب كمقصد مفضل للعلاج وهو كذلك دائماً.
وفي الختام أسال الله العون لمعالي وزير الصحة الجديد و طاقمه و أن يعينهم على القيام بأمانة المسؤولية , و أناشدهم الاسراع بتناول الملفات الساخنة ، و الاّ يضيع وقتهم في روتين العمل و الذي يصرفهم عن القضايا الهامّه و يستنفذ الجهد في تسيير أعمال ليس لها علاقة بهذه الجائحة و تداعياتها .