عندما قالت لي شقيقتي "أم عبدالله" وزوجها "أبو عبدالله" يهديني شجرة موز: الموز ذبّاح أبوه.. توقفتُ عند المعلومة التي صدمتني وأدهشت زوجتي الكاتبة هديل الرحامنة؛ وتهاوشنا من مِنّا سيكتب عن "ذبّاح أبوه"..؟ رسا عطاء الكتابة عليّ بعد تعهد كاملٍ منّي بتوظيف الفكرة توظيفاً إبداعيّاً..وككل عطاءاتنا الضرورية التي تفشل دائماً؛ ها أنا أتقدّم لكم بفكرتي:-
عندما يكون الموز (أبو هيبة ) والأصفر المحترم والذي يمشي بيننا كل يوم بكل هذا الشموخ؛ قاتلاً لأبيه فواحسفاه على الدنيا يا جدعان..! هذا الأصفر ابن الأصفر والذي نقف له احتراماً يقتل أباه؟ يا الهي..! هذا الذي يحبّه الأطفال يمتلك كلّ هذا الاجرام؟! الدنيا بازت..! وأنا أقول من وين جاي كل هذا العنف الذي بدأ يطفح لدينا..! نحن ترباية موز..والموز بيّن فينا..!.
علميّاً: يقال من أجل أن تعيش فسائل الموز الجديدة يجب أن يتم اقتلاع الشجرة الأم من الجذور يعني من شروشها..يعني ويلغة طبّية وعلى طريقة المسلسلات والأفلام المصرية: مضطرين نضحّي بالأب عشان الابن يعيش؟ أي واقع زراعي هذا؟ أتخيّل أن الموز يتكلّم..فيقول لك الموز الأب: اقتلوني أنا بس اتركوا اولادي..أولادي لأ لأ لأ..! ثمّ يذهب في إغماءة بعد صراخ وشجن وتراجيديا..!
يا ترى هل ينطبق واقع الموز الذبّاح لأبيه علينا..؟ هل هناك موز من البشر؟ هل صارت جيناتنا ترباية موز عن جد..؟ معقول جاينا الدور؟ وكلّما دخل جيل جديد لعن الجيل الذي سبقه..؟!
هذه دعوة لدراسة العنف الموزي في غابة البشر هذه.. وبعد اليوم كلّما قشّرتُ موزة سأتذكّر أنها لم تصل إليّ إلاّ بعد أن قضت على لمّة عيلتها..لذا سأنتقم منها فوراً باخفائها عن الوجود داخل معدتي.
كامل النصيرات