كاديما: ليبرمان لا يفهم معنى الحرب مع سورية

زاد الاردن الاخباري -

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الى التهدئة مع سورية، بعد أن سجلت التهديدات الإسرائيلية المباشرة لدمشق ذروة جديدة، خصوصا على لسان وزير الخارجية العنصري أفيغدور ليبرمان، الذي زعم أنه "إذا ما تحدى (الرئيس بشار) الأسد إسرائيل فإنه سيخسر الحكم".

وغصت ساحة إسرائيل اخيرا بسلسلة تهديدات أطلقها وزراء وقادة في جيش الاحتلال، من ابرزهم وزير الحرب إيهود باراك.

بيد أن مكتب نتنياهو سعى بعد ساعات الى تخفيف حدة النبرة فأعلن ان نتنياهو تحدث الى ليبرمان في موضوع سورية. وأكد مكتب نتنياهو في بيان ان "الرجلين يريدان التأكيد على ان سياسة الحكومة واضحة: إسرائيل تريد السلام والتفاوض مع سورية من دون شروط مسبقة".

وتابع "في الوقت نفسه، سترد إسرائيل بقوة وتصميم على إي خطر يتهددها".

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم حذر إسرائيل الاربعاء من مغبة شن أي حرب على سورية لانها في هذه الحالة ستتحول الى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الإسرائيلية".

وأتى كلام الوزير السوري ردا على سؤال حول التهديدات التي ادلى بها وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك مساء الاثنين الماضي امام مسؤولين عسكريين كبار.

وقال باراك انذاك بحسب مكتبه "في ظل عدم التوصل الى اتفاق سلام مع سورية، قد نجد انفسنا في مواجهة عسكرية يمكن ان تؤدي الى حرب شاملة".

وصرح الرئيس بشار الاسد الاربعاء ان "إسرائيل غير جادة في تحقيق السلام لان كل الوقائع تشير الى ان إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب وليس باتجاه السلام"، كما اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا".

إلا أن نتنياهو، تذمر أمام وزير الخارجية الاسباني ميغال موراتينوس بقوله، إنه لا يفهم "ما الذي يريده الرئيس الأسد"، فيما قال بيان صادر عن مكتبه ردا على تصريحات الوزير المعلم، "إن تصريحات القادة السوريين مؤسفة جدا، لأن واقع الحال مختلف كليا، فرئيس الحكومة (نتنياهو) أعلن مرارا أنه مستعد الشروع بمفاوضات سلام من دون شروط مسبقة في كل وقت وفي مكان في العالم".

وكان ليبرمان قال في مؤتمر لرجال أعمال في جامعة بار ايلان في تل أبيب أمس، "إن على (الرئيس) الأسد أن يعلم بأنه إذا ما تحدى إسرائيل فإنه سيخسر الحكم، وأنا آمل أن تستوعب دمشق هذه الرسالة جيدا، فأنتم لت تخسروا الحرب فقط وإنما الحكم أيضا".

وزعم ليبرمان أن وزير الحرب إيهود باراك وجه دعوة لسورية للتفاوض حول السلام، علما ان باراك قال بشكل واضح في تركيا قبل نحو اسبوعين، أن المفاوضات مع سورية ليست على أجندة حكومة بنيامين نتنياهو، وقال باراك خلال هذا الأسبوع، إن عدم التوصل إلى اتفاق مع سورية سيؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة.

وصدرت ردود فعل إسرائيلية غاضبة على تصريحات ليبرمان، خصوصا من حزب المعارضة الأكبر "كديما" بزعامة وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، إذ قال بيان رسمي صادر عن الحزب، "إن حكومة نتنياهو تلعب بالنار، فمن دون قيادة سياسية واضحة فإن كل وزير يزاود من دون مسؤولية ويهدد بشن حرب شاملة".

وتابع بيان "كديما"، منتقدا نتنياهو، "وبدلا من تهدئة الأجواء، فإن إسرائيل تؤججها، وعلى نتنياهو أن يترفع عن مشاكله الحزبية وأن يبدي مسؤولية تجاه مستقبل الدولة التي يتولى المسؤولية عليها".

كما اصدر عدد من نواب "كديما" بيانات بنفس الاتجاه، ولكن عضو الكنيست شلومو مولا، وهو مهاجر من اثيوبيا، إذ قال، "ان الأفضل تسمية وزير الخارجية (ليبرمان) وزير الحرب، فتصريحاته غبية تفتقر للمسؤولية، إن ليبرمان يتصرف بزعرنة سياسية ويستفز جيراننا باسمنا جميعا".

وقال النائب العمالي، ايتان كابل، وهو من احد معارضين زعيم الحزب إيهود باراك، "إن على رئيس الحكومة أن يلجم مثير الحروب ليبرمان، فلا يمكن أن يتولى شخص مثله منصبا حساسا كهذا، إنه لا يفهم أهمية السلام مع سورية، وخطر الحرب معها".

وقال عضو الكنيست طلب الصانع رئيس الحزب العربي الديمقراطي، "إن ليبرمان ثرثار وخطير وقد يورط المنطقة في حرب شاملة لا حاجة لها، وعلى رئيس الحكومة أن يلجمه ويغلق فمه، إذا كان رئيس الحكومة عاجزا عن اقالته".

وقال عضو الكنيست عفو اغبارية من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، "إن حكومة نتنياهو بكامل أطرافها تدق طبول الحرب نحو كافة الاتجاهات، فالتصريحات لا تتوقف وتصريحات العنصري ليبرمان، لا تخرج بحدتها عن السياق العام في هذه الحكومة، وعلى العالم أن يلجم هذه الحكومة قبل أن تورط العالم بحرب شاملة".