زاد الاردن الاخباري -
كشفت دراسة جديدة، في زمن إنتشار فيروس (كورونا) المستجد، أن مادتين كيميائيتين توجدان بشكل شائع في الأطعمة المُصنعة يمكن أن تضر بجهاز المناعة، كثلاثي بيوتيل هيدروكينون TBHQ، وهي مادة حافظة توجد في أكثر من 1000 نوع من الأطعمة.
و اكتشف باحثون من مؤسسة EWG غير الربحية والمعنية بشؤون الصحة والبيئة، مادة كيميائية أخرى وهي per- and polyfluoroalkyl PFAS، عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية المُصنعة، يمكن أن تتسرب إلى الطعام من مواد التعبئة والتغليف، وأيضا قد تكون مضرة، وفق (العربية نت).
و قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة أولغا نايدنكو، نائب رئيس EWG للأبحاث العلمية، في بيان: "إن (كورونا) ركز الاهتمام العام والعلمي على العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة".
وأضافت" أنه وقبل الجائحة لم تحظَ المواد الكيميائية التي يمكن أن تضر بوظائف جهاز المناعة المضادة للعدوى أو السرطان بالاهتمام الكافي من وكالات الصحة العامة، مشددة على وجوب تغيير الاعتماد على مثل هذا المواد الكيميائية الضارة لحماية الصحة العامة".
و وجدت دراسة أن هذه المواد الكيميائية أظهرت آثارا ضارة محتملة على جهاز المناعة في الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، و في الوقت نفسه، فإن النتائج كافية لتبرير المخاوف بشأن مناعة البشر.
و من الواضح أن المنتجات التي شملتها الدراسة على وجه الخصوص، هي منتجات غذائية شائعة الاستخدام على نطاق واسع، بما يجعلها عنصرا أساسيا.
و كشف دكتور سبايث أنه وعبر التاريخ، كان هناك عدد من مشكلات الصحة والسلامة الناتجة عن الملوثات الغذائية والمواد المضافة إلى الأغذية المُصنعة، مشيراً إلى أن بعض هذه المواد الكيميائية تُضاف مباشرة إلى الطعام، في حين أن البعض الآخر ينشأ من تحلل مواد كيميائية أخرى، وبعضها البعض مثل PFAS، التي يمكن أن تتسرب إلى الأغذية خلال التعبئة والتغليف.
إلى ذلك، اعتبر الباحثون أن إجراء مزيد من الاختبارات على هذه المواد الكيميائية وتأثيراتها السامة المحتملة يجب أن يكون أولوية للبحث العلمي، داعين إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA لمراجعة أحدث نتائج للأبحاث العلمية حول مادة TBHQ والمواد الأخرى التي يتم إضافتها إلى المواد الغذائية المحفوظة.
و قال كريس باهنر، المتحدث باسم إحدى شركات الصناعات الغذائية: "إن توفير طعام آمن ولذيذ وعالي الجودة للمستهلكين هو أولوية قصوى، مشدداً على أن مادة TBHQ هي أحد مضادات الأكسدة الشائعة، والمعتمدة للاستخدام الآمن من قبل FDA، والذي تستخدمه العديد من الشركات في العديد من المنتجات من أجل المساعدة على حماية ونضارة المنتج الغذائي".
و من جانبه، أكد عالم السموم والباحث المشارك في الدراسة أليكسيس تيمكين، على أنه بالنسبة لمادة PFAS، تشير كل من الدراسات الحيوانية والوبائية إلى أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تكون سامة لجهاز المناعة.
وكتب الباحثون مؤلفون في دراستهم أن ارتفاع مستويات PFAS لدى الأشخاص يرتبط بانخفاض إنتاج الأجسام المضادة التي يمكن أن ينتجها جسم الإنسان استجابةً للتطعيمات.
و استشهد الباحثون بما أفادت به نتائج دراسة، أجريت عام 2013 ونُشرت في دورية Journal of Immunotoxicology، بأن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من المواد الكيميائية PFAS في الرحم لديهم إنتاج أقل للأجسام المضادة بشكل متكرر.
و يذكر أن الباحثين أشاروا إلى أن إدارة الغذاء والدواء FDA قد وافقت على استخدام مادة TBHQ منذ عقود، حيث ان البحث يظهر مدى أهمية أن تقوم FDA بإلقاء نظرة ثانية على هذه المكونات واختبار جميع المواد الكيميائية للأغذية من أجل السلامة.