كتب الدكتور سمير محمد ايوب - مُناضل عتيق، سبق وأن أسهم بسخاءمن دمه في مهر فلسطين من آخر البحر حتى أول النهر، هاتفني من رام الله سائلا بغضب، إن كان من الطبيعي، أن تكون سيدة لم تلتق في كل ما مضى من حياتها، بدلال المغربي أو تيريزا هلسه، أو فاطمه برناوي اوسناء المحيدلي أو ليلى خالد، أوكبوجي وناجي العلي والاب ايمانويل مسلم وغيرهم كثيييييير، سيدة لا تميز بين موسيقى المراسم، وزغاريد كلاشنكوف أو ديكتريوف، سيدة لا تميز بين سحر دولارات المناصب والمكاسب، وجوع أبناء الشهداء والمعتقلين واراملهم وامهاتهم وأهلنا في غزة العزة، وتخلط تعمدا بين طنافس الفنادق، وعَتْمُ المُغُرِ وبَرْدِ القواعد وغُبارِ الخنادق وقلعة الشقيف، سيدة لا تدري إنْ هناك غيرعطر باريس، عبقُ بصلٍ يَسْتنشقه الجبارون بالضرورة في مواجهة قنابل العدو المسيلة للدموع، سيده لا تدري أن هناك فارقا كبيرا بين ملمس الكب كيك، والحواف المدببة لحجارة فلسطين، سيدة لم يعرف جلدها المخملي زَرْدَ القيودِ ولا السلاسِل، ولا رطوبة سجنٍ، فهي ما هتفت يوما لفلسطين في مظاهرة او تصدت باللحم الحي لدبابات العدو.
قاطعته أنا ألآخر بغضب مثقل بوجع أمَضُّ منْ وجعه: أظنك تحكي عن واحدة تظن أن فلسطيننا، عزبة مطوَّبَة لأبيها، سفيركم في إسبانيا، وأمها سفيرتكم في السويد، وعمُّها سفيركم بأمريكا اللاتينية، وزوجها سفير في خارجيتكم. يا صاحبي شكلهم نزلوها لانتخابات التشريعي لتسمينها، تمهيدا لتسليمها خارجيتكم، وهيك بيكْمَلِ النُّقل بالزعرور على رأي امهاتنا، وبهيك نائبة وزيرة بتتطوب خارجية الخديعة الكبرى وسفرائها، لأبيها وذريته وتابعيهم وتابعي تابعيهم بالتسحيج الى يوم بات قريبا ان شاء الله.
ولكن سؤالي لك ولكل سحيجة اوسلو وتوابعها، أولم تكن هذه السيده قبل هذا الترشيح المشبوه، وعلى عينك يا تاجر ويا موزع الأرزاق، ناطقا رسميا لحكومتكم، براتب شهري وقدرة بثلاث آلاف دولار وكل دولار بينطح اخوه؟! وبنفس الراتب والرتبه، كانت مستشارة لحنان عشراوي، ولعبد ربه وعريقات، صاحبي تسيفي ليفني صاحبة العفة والشرف إياها؟!
قاطعني قائلا وكأنه يريد أن يخرج لي من سماعة جوالي: تخيَّل أن السيدة نور عوده المعنية، لم تُغبِّر يوما ما حذائها بتراب مقابر الشهداء، ولا بغبار معتقلات الأسرى، أو حتى بحصى ساحات مشافي الجرحى، ولم تسعف مناضلا، او تطرز ثوبا فلسطينيا.
قلت وأنا اثق ان فلسطيننا ليس بعاقر: إهدأ، لا تنجلط يا حزين، والله ما بيعالجوك. طبعا لا مش عادي، لا إلها ولا لأيٍّ منْ أمثالها من أيتام أو لقطاء أوسلو، مهما كان اسمه و رتبته أو مرتبته أو مرجعيته، المعلنة أو المسكوت عنها.
وتابعت بتمهل مقصود، ولكن تمهل يا صاحبي، فإن انتخاباتٍ في ظل حراب العدو المحتل، باطلة لأنها فاسدة بلا مصداقية ، ومفسدة بغض النظرعمن في هذه القائمة او تلك، فالجميع وهم في حضن المحتل، مجبرون على التغميس من صحن اوسلو، ووفق قواعد اللعبة الشيطانية، وضوابطها التي يعرفها الجميع. اللهم فاشهد!!!