زاد الاردن الاخباري -
إبراهيم قبيلات - لقد فشلنا. في كل شيء، لم نستطع حتى ان ننتج فريق كرة قدم، أما إذا صعد منا نجم أطحنا به على الفور.
فشلنا في السياسة الاقتصادية، وفشلنا في مكافحتنا لجائحة فايروس كورونا، حتى سجلنا واحدة من أعلى الأرقام في الوفيات بين المرضى، وفشلنا في حفرتنا الإعلامية، إلى الحد الذي انطلقت فيه الناس، بعد مئة عام من تأسيس الدولة - إلى الاعلام الخارجي، والأصوات الخارجية واللغة الخارجية، لكي يسمعوا منها ما يجري خلف نوافذهم.
وكما فشلنا في الاقتصاد والجائحة فشلنا كذلك في السياسة، فلا إصلاحات جادة، ولا حريات حقيقة، ولا انتخابات تشبه الانتخابات، ولا حتى خطة.
وإذا أردت ان تبكي علينا خذ هذه أيضا: بعد ان كنا سادة المنطقة في التعليم، وبعد ان كان خريج جامعاتنا يشار إليه بالبنان، صار يشار إليه بالأصبع الأوسط، وهم يقولون له: ندرك انك جاهل ولا تستطيع حتى ان تفك الخط.
والسؤال ليس في "لم فشلنا؟" الجميع يعرف الإجابة، والسؤال ليس في "كيف فشلنا؟".
هنا كلنا كنا نرى ما نحققه من فشل وراء فشل، بالصوت والصورة، وعلى مدار سنوات وسنوات.
أما السؤال عن "ما العمل؟"، فهو مجرد سؤال ساذج، لأن الجميع يدرك "ما العمل؟". وما الذي يتوجب فعله حقا.
حسنا. هل تريدون أن نسأل ما المطلوب؟ حتى في هذا السؤال تشعر وكأنك تقود نفسك إلى مستنقع.
سؤال "ما المطلوب فعله؟" هو الآخر سؤال مستفز، وأحمق يدرك فيه السائل بأنه خادع، ويعرف فيه المسؤول مسبقا أنه مخدوع.
منذ سنوات وسنوات كنا نقول الكلام كله، ونسمع الكلام نفسه، ونضع الخطط كلها.
لجان وراء لجان، وخطب وراء خطب بالكلام نفسه، مرة بعد مرة.
حتى اذا عدنا قومنا بالمن والسلوى، سمع الناس قرقعة بطونهم، ثم جاعوا في انتظار المن والسلوى، بل إن بعضهم صار يطلب الناس رغيف الخبز ولا يجده.