بقلم : رجـا الـبدور - ان اختيار سمو الامير حسن لفض هذا الاشكال الذي حدث مؤخراً كان لحكمته وخبرته لكن هناك ايضاً رسالة في هذا الاختيار الملكي الى اخيه سمو الامير حمزة مفادها .. بأن هذه الامور قد انتهت واستقر قارب ولاية العهد عند شاطئ الامير حسين الابن الاكبر لجلالة الملك عبدالله وكل ذلك حسب الدستور الاردني والذي من قبله ومن خلاله قد اخذ ولاية العهد من عمه الامير حسن ليعطيها الى اخيه الاكبر عبدالله بن الحسين لتنعقد فيما بعد البيعة له ملكاً على الاردن .
لم يعترض هذا الامير على ذلك بل كان هو الذي ساق بجلالة الملك بسيارته حتى يحلف اليمين الدستورية ملكاً على البلاد , وتجلت الهاشمية كعادتها بابهى صورة مما اوجب ان نتعلم ذلك من اكابرنا ومن سبقونا بالخدمة وبمن مر بنفس الظرف والتزم وطنياً واخلاقياً ولم يكن يوما الا مع مصالح وطنه ومتانة وحدته وصفه الداخلي .
يجب ان نتعلم من الحكماء والكبار وعلى رأسهم سمو الامير حسن هذا الرجل الذي اختاره جلالة الملك ليكون مفتاح الحل علماً ان هذا الانسان قد خدم الاردن وشعبه اكثر من 30 عاماً كولياً للعهد وتنحى بدون اي اعتراض ودخل مثله مثل اي مواطن اردني تحت مظلة احكام الدستور الاردني .
و العظيم بالامر ان هذا الرجل قد قبل ان يكون مفتاحاً للحل وهذا ما زاد الاحترام الاردني والدولي له وهذا ايضاً ما يعطيك شعورا بالعظمة الانسانية لهذا الانسان النبيل الذي يقدم مصالح وطنه العليا على مشاعره واختلاجته ولانه يعلم علم اليقين ان معادلات الداخل العائلي الملكي لا يجب ان يتدخل بها الشعب والمحللون لان ذلك سيحدث انقساماً بالصف الوطني بل يجب ان لا يكون التدخل الا في النطاق الضيق للعائلة الملكية .
وتجلى التزام جلالة الملك باستيعاب المعضلة التي عدها الاكثر ايلاما بفتره اعتلائه للعرش , والتزم بدوره كأخ اكبر وعميد للعائلة بتكفل حماية اخيه وعائلته متحملا مسؤولية سلامتهم , مستهلاً مئوية جديدة في تاريخ الأردن الحديث كانت بدايتها كبداية المئوية التي سبقتها وتخللتها ما عده الملك تحديات اكثر صعوبة بكثير من هذه التي حصلت .
ان دور الشعب الواعي والوطني المنتمي هو ايضاً الالتزام وبما يدرء المفاسد عن نفسه ووطنه والالتحام وعدم السماح لاي كان ان يخنرق الصف الوطني الواحد .
ان الالتزام هو وحده فقظ الكفيل لديمومة المسيرة والنهضة ومعالجة الاخطاء .