زاد الاردن الاخباري -
كشف وسائل إعلام أمريكية سببًا غير متوقعًا عن سبب عدم ظهور لوحة "سالفاتور موندي" الشهيرة في المعرض المقام في فرنسا عام 2019 بمناسبة الذكرى الـ500 لوفاة الرسام الإيطالي "ليوناردو دا فينشي".
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" أن لوحة "سالفاتور موندي" من أكثر لوحات "ليوناردو" التي صُنعت منها نسخ، وكان يُعتقد أن نسخة "ليوناردو" فُقدت بعد منتصف القرن السابع عشر، لكنها استُرجعت في عام 2005 في مزاد بأقل من 10,000 دولار (8,450 يورو) من قبل "ألكسندر باريش" و"روبرت سيمون"، وبيعت من ممتلكات رجل الأعمال "باتون روج باسل كلوفيس هندري" الأب، في دار مزاد سانت تشارلز غاليري في نيو أورلينز.
في 15 نوفمبر عام 2017 بيعت في مزاد علني في "كريستيز" في نيويورك بمبلغ 450,312,500 دولار، مُسجلةً سعرًا قياسيًا جديدًا بالنسبة لعمل فني من قبل المشتري الأمير السعودي بدر بن عبد الله.
وبعدها ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في ديسمبر من عام 2017 أن الأمير بدر كان مُكلفًا من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن الأمير بدر تصرف نيابةً عن دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي لعرض هذا العمل في اللوفر أبو ظبي.
وفي سبتمبر 2018، تقرر تأجيل المعرض إلى أجل غير مسمى وأشار تقرير إخباري في شهر يناير من عام 2019 إلى أنه "لا أحد يعرف مكان اللوحة، وهناك مخاوف كبيرة حول سلامتها".
وطرحت تساؤلات حينها فيما إذا كان متحف اللوفر استنتج أن اللوحة لم تكن في الواقع من عمل ليوناردو، كما أصر عدد قليل من العلماء؟ أم هل رفض المشتري - الذي ورد أنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رغم أنه لم يعترف بذلك مطلقًا - إدراجه في العرض خوفًا من التدقيق العام؟.
لكن الصحيفة الأمريكية نفت ذلك وكتبت: "لم يكن أي من ذلك صحيحًا، في الواقع، قام ولي العهد بشحن لوحة "سالفاتور موندي" سرًا إلى متحف اللوفر عام 2018، وفقًا للعديد من المسؤولين الفرنسيين وتقرير فرنسي سري عن أصالتها حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز”.
القضية تعود من جديد
من المرتقب أن يعرض التلفزيون الفرنسي فيلم "المخلّص للبيع"، الأسبوع القادم، للكشف عما يجري بشأن اللوحة وراء الكواليس.
وأكد كبار المسؤولين في حكومة الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" خلال ظهورهم في الفيلم أن تحليل اللوفر العلمي للوحة خلص إلى أنها كانت قد رُسمت في ورشة دافنشي، إلا أن دوره اقتصر على أنه "ساهم" فقط برسمها، ولم يرسمها كاملة.
ووفقًا لأحد المسؤولين في الفيلم، فقد "باتت الأمور غير مفهومة" عدما طلب بن سلمان إظهار "سالفاتور موندي بجوار الموناليزا" وتقديمها "على أنها عمل دافنشي بنسبة 100 بالمئة".
ويزعم الفيلم بأن البعض من مسؤولي الحكومة الفرنسية، بما فيهم وزير الخارجية، جان إيف لودريان، ضغطوا لصالح طلب بن سلمان.
وأعرب المسؤولون عن قلقهم من تأثير الأمر على العلاقة الاستراتيجية ما بين فرنسا والسعودية، إلا أن الوثائقي قال إن ماكرون قرر رفض طلب بن سلمان، وترك الأمر لمتحف اللوفر للتفاوض مع السعوديين بشأن كيفية عرض اللوحة.
ووفقًا لرئيس إحدى أكبر هيئات المتاحف في فرنسا، كريس ديركون، فإن "السعوديون خائفون من الجدل هذا بشأن الأصالة، السعوديون يخشون أن يقول الناس في الداخل والخارج: لقد أنفقت كل هذه الأموال على شيء ليس لدافنشي".