زاد الاردن الاخباري -
حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأسابيع الماضية، استفزاز الأردن عبر استهداف أمنه المائي والاخلال بحصته المنصوص عليها في معاهدة وادي عربة.
بعد أيام يضطر نتيناهو لتزويد الأردن بالماء اثر مماطلة طويلة، بعد تقارير أمنية حطت على مكتبه تنصحه بعدم التمادي مع الأردن، واثر ضغوط أميركية من الرئيس الأميركي جو بايدن.
ثمة تفسير لتراجع نتيناهو بخصوص حصة الأدرن المائية، هو محاولة النأي بإسرائيل عن الاتهامات التي تتردد في الصحافة الغربية، حول ضلوعها بشكل أو بآخر في الأحداث الأخيرة في الأردن وفي المخطط التآمري.
لكن السبب الرئيسي لتغيير موقف نتنياهو واستفزازه الأخير كان معلومات تقول أن الأدرن يتجه بكل ثقله نحو خيار تحلية المياه لحل المشكلة المائية لديه إلى الأبد، بعد عقود من تصنيفه دوليا بالفقر المائي.
شعر نتنياهو أن أداة الضغط عبرالمياه لن تجدي نفعاً بعد اليوم، فوافق مرغماً على تزويده بحصته الشرعية من المياه، كما يقول الباحث السياسي صالح المعايطة، والذي يشير أن ملحق المياه كان أهم الملاحق عند توقيع اتفاقية السلام، وكان ينص على أن يتشارك الأردن مع جواره هذه المياه بنسبة 40 في المئة.
يؤكد المعايطة على حقيقة مفادها أن الأردن لا يطلب ولا يتوسل حقه المشروع في هذه المياه، رغم ممارسات إسرائيلية منذ سنوات بحق المياه الأردنية، كمحاولتها إضعاف روافد نهر الأردن وتلويثه، وقيامها بإنشاء ناقل لتحويل مياه اليرموك إلى بحيرة طبريا، وسرقة المياه الجوفية في جنوب المملكة، فضلاً عن قيامها ببناء ستة سدود شمال نهر اليرموك، ومماطلتها في مشروع ناقل البحرين".
وخلافاً لما قاله الإسرائيليون من ان اتفاقية وادي ، تنص على تزويد إسرائيل للأردن بحصة سنوية مدفوعة الثمن من بحيرة طبريا قدرها 55 مليون متر مكعب، يؤكد الأردن أنه طلب من الجانب الإسرائيلي تزويده بـ8 ملايين متر مكعب إضافية من المياه، وان الكمية الاجمالية هي ـ35 مليون متر مكعب سنوياً، وليس 55 مليون متر مكعب.
الحاصل أن التوتر والاشتباك السياسي هو سمة العلاقات اللباردة بين الجانبين منذ سنوات. وما حصل من ضغط أميركي على نتنياهو يسجل لصالح الأردن وصالح جلالة الملك الذي اثبت خلال الازمة الأخيرة حجم الثقة العالمية به وبنهجه من قبل قادة العالم وعلى رأسهم بايدن بعبارته الشهيرة" تذكر ان لديك صديق في أمريكا".