شهر رمضان الذي انزل فيه القران الكريم ,شهر الصيام عبادة الاخلاص ,بعيدة عن الرياء , وهوى النفس في حب شهوات البطن والفرج ,فيه دلالة على خصوصية الصيام , في فهم الوصول للإيمان الصحيح في التعامل مع كتاب الله ,الذي يتقبله الله تعالى ,حيث يضمن الانسان انه عاش مسلما ,تمكنه من الاجابة على اول سؤال له, في اول ايام موته ,كونه توصل لحقيقة الايمان الصحيح , بالرضى بربوبية الله والرضى بمنهجية الاسلام والاقتداء برسوله الكريم.صلى الله عليه وسلم ......................
خصوصية شهر رمضان في عبادة الصيام ,فهي العبادة الوحيدة القريبة من مفهوم وجوب اخلاص كل العبادات في كل قول وفعل ان تكون لله تعالى ,حيث يتوصل الانسان لحقيقة شطري كلمة التوحيد ,شطر نفي الالوهية عن كل شئ ومنها عبادة النفس ,وتثبيتها لله تعالى الذي ليس كمثله شئ ,فحقيقة الصيام الصحيح انه بين العبد وربه , كونه يخلو من الرياء ,تحارب النفس به حب شهواتها ,يوصل النفس لدرجة الصبر في الايمان ,يحيي مشاعر الرحمة في النفس البشرية ,لتنعكس على الاعمال , جاء في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :” قال اللهُ: كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ وفي ذلك دلالة على عبادة الاخلاص التي يتقبلها الله تعالى ويرفع بها درجات عباده........................
تكملة الحديث القدسي ((والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ : إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ, والذي نفسُ محمدٍ بيدهِ لَخَلوفِ فمِ الصائمِ أطيبُ عندَ اللهِ من ريحِ المسكِ ، للصائمِ فَرْحتانِ يفرَحْهُما إذا أَفطرَ فَرِحَ ، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومِهِ “رواه البخاري ,الصيام الصحيح (كما في الحديث القدسي) ,فيه التوصل لمنهج الاخلاص في العبادات ,عبادة الالوهية في توحيدها ان كل ما يصدر من قول وفعل من الانسان ان يكون لله تعالى (يعني ان يحب الانسان لله ويكره لله وليس لهوى النفس ) يلزمها الحمد ,عبادة الربوبية ان كل ما يشاهد الانسان ,وكل يأتي على الانسان ويصيبه من رزق وغيره من الله ,دلالة على ربوبية الله تعالى ,يلزمها ,عبادة الشكرعلى كل نعمه والتفكر ليزداد اليقين واطمئنان القلوب ,وعبادة الدعاء ويقين الطهارة في الاستجابة (اللهم انت ربي ) ,لهذا فان التوصل لافق الايمان الصحيح لا يكون الا بعبادة الاخلاص ,لادراكه والشعور بقيمه ,وأمانه ((إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )),والصلة مع الخالق (فَفَهَّمْنَٰهَا سُلَيْمَٰنَ) .....................
تصحيح الايمان في شهر رمضان,من خلال الفهم الصحيح لقبول العبادات وذلك من خلال الفهم الصحيح للاخلاص , لفهم كلمة التوحيد(لا اله الا الله) كلمه يلزمها نقاء وصفاء القلوب من كل دنس لا يستقر بها (الا الله),فهي مفتاح الهداية التي تمنح الانسان السعادة في الدتيا ,وتنجيه من تعاستها,وهي مفتاح الجنة لمن ادرك معناها وعمل بها ,كونها الطهارة من كل شرك بالله ,تمنح الخشوع والشجاعة والاطمئنان ,تمنح التواضع تمنح الصدق بالايمان والتمسك به في عصور الضلال في اتباع الهوى ,الذي لبس على الكثير من الناس انهم على طريق الاسلام ,حيث النهاية الغير سعيدة ,عندما ظنوا بانهم موحدون ,وظنوا باقوالهم ان الربوبية العليا لله ,وظنوا بالاسلام دينا ,وظنوا بالقول حبهم للرسول ,فالظن ليس له قيمة ,عند ظاهر الحق ,الذي نجده في كتاب الله وسنن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ,فبالاخلاص يتقبل الله تعالى العمل ,لهذا فان اول ما تسعر بهم النار ,من كانت اعمالهم ترتقي لاعلى درجات الايمان ,مثل الجهاد والصدقات والعلم , لكنها كانت لغير الاخلاص وجه الله تعالى .......................
الاخلاص لله تعالى يجعل الغاية من كل العبادات ,لصالح الانسان ,حيث يصحح نهج الانسان ,على صدق الانسان في التعامل ,والعيش بكرامة العدل والحب والتواضع ,يبعد الانسان عن منهاج المصالح من هوى الانفس ,تمكن الانسان من بناء الحضارة الحقيقية ,واستدامة البقاء فيها.,فالله سبحانه وتعالى غني عن عبادة ......................
لنسال الله تعالى ان يهدينا بان نتبع وندرك قولنا, رضينا بالله ربا ,وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ,لنجتاز به السؤال عند اول لحظات ظلمة القبر ,ليفتح بها الله تعالى طاقة الفرح والشوق لجنان الله تعالى .............
د. زيد سعد ابو جسار