زاد الاردن الاخباري -
كتب. حمزة العكايلة
عن فلسطين وحازم، يأتي الحديث بالشجون، فتشاء الأقدار أن يوارى الثرى النائب الجميل النقي حازم المجالي، بالتزامن مع الذكرى العشرين لرحيل الجنرال حابس المجالي، حابس الذي حبس العصابات الصهيوينة في الوادي في معارك باب الواد واللطرون دفاعاً عن القدس، ومن حينها يتسامر الأردنيون والفلسطينيون ببطولاته ورفاقه ليس ابتداءً من عبد الله التل وليس انتهاءً بمحمود المعايطة وغيرهم من مئات الشهداء وآلاف الجرحى ضباطاً وعسكر.
لقد كُنا كلما هب الحنين لفلسطين نتذكر يوم وقع شارون تحت أسر حابس وزُج به في معسكرات الجيش بالمفرق إلى أن جرت عملية تبادل أسرى في شباط 1949، وكنا نغني له ولرفاقه (كتيبة قايدها حابس تقش الأخضر و اليابس، حابس وجنوده أشاوس فرسان وكلهم أبطالِ، حابس حبسهم بالوادي حابس وجنوده صِمادِ ( وفي رواية أخرى جنوده أوتادِ)، حِسَ أخو خضره ينادِ على الهاقانا يا رجالِ، بباب الوادي و اللطرون يوم المعامع يوم الكون، انهزم جيشك يا صهيون و الوادي من دمك سالِ).
وددت أن استهل الحديث بالحنين لفلسطين، حيث مهبط هوى القلب لنا ولحابس وحازم المجالي، وقد فارق الدنيا وفي قلوب من عرفوه غصة وحسرة، فالرجل شجاع وجسور، ومن قبل يحمل إرث عائلة لها في تاريخ الوطن سجلات ناصعة، وفي سيرته البرلمانية يعرف كل من عاشره أن كان سهلاً ليناً لا يجافي ولا يدع للخصومة أن تمتد، وقد آثر طيلة وجوده في المجلس السابق والحالي أن يكون عضواً في لجنة فلسطين، فغادر دنيا الكورونا عن (56) عاماً وهو مقرر للجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني.
رحم الله الباشا حابس واستذكر في ذكرى رحيله ما قاله الشاعر الكبير حيدر محمود في رثائه: يا أطول القامات في الزمن الذي غصت به الساحات بالأقزام.
ورحم الله الدمث الرفيع بالخلق والحكمة النائب حازم المجالي، واستذكر في يوم رحيله ما جاء في آخر كلماته في شهر شباط من العام الجاري حين كان همه عروبياً في كلمته أثناء مناقشات الموازنة يوم استهل الكلمة بحديث وازن دبلوماسي بقوله إن هذا الوطن منذ نشأ ته كان مؤلاً لأحرار العرب وعليه فإن استضافة الأردن لرغد صدام حسين قرار ينسجم مع مبادئنا الإسلامية والقومية والوطنية، ولسنا في هذا نخاصم أو نسيء لأحد، ومن ثم عرج بضرورة معالجة أبناء قطاع غزة مرضى السرطان، وختم آخر حديثه بالدعوة لدعم مشاريع حماية المقدسات في القدس.
رحم الله النائب حازم المجالي والعزاء لأهله وعشيرته الكرام.