زاد الاردن الاخباري -
تشير تصريحات المسؤولين الأميركيين إلى أن الولايات المتحدة باتت على مقربة من "خط النهاية" بالنسبة لأزمة كورونا، وأن العودة للحياة الطبيعية ربما ستحدث بعد أسابيع قليلة مع استمرار حملة التطعيم الحالية.
حاكم ولاية بنسلفانيا، توم وولف، كان قد قال، الشهر الماضي، إن الولاية باتت "على مسافة قريبة من خط النهاية"، وفي تصريحات مشابهة، قالت حاكمة ولاية أوريغون، كيت براون، "إننا اقتربنا من خط النهاية".
موقع شبكة "سي أن أن" الأميركية أفرد تقريرا عن كيفية العودة للحياة الطبيعية في ضوء الوضع الحالي والتحديات التي قد تحول دون ذلك، ويشير التقرير إلى أن حملة التطعيم والعودة للحياة قبل الجائحة مرتبطان ارتباطا وثيقا.
ووفق بيانات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" التابعة لوزارة الصحة الأميركية، تلقى نحو نصف الراشدين الأميركيين جرعة واحدة على الأقل من لقاحات مضادة لكورونا.
وأظهرت الأرقام أن 50.4 في المئة ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاما صاروا محصّنين جزئيا، و32.5 بالمئة منهم تلقوا جرعتين من اللقاح، وترتفع نسبة المحصنين كليا إلى 65.9 لمن تزيد أعمارهم عن 65 عاما.
وفي تقرير "سي أن أن" أكد الخبراء أن "خط النهاية" لا يوجد توقيت له ولن تحدده أرقام معينة في عدد الحالات، وأشاروا إلى أنه ستكون هناك عودة تدريجية للحياة الطبيعية.
طبيبة الطوارئ، ميغان راني، قالت: "لن نعرف متى تجاوزنا خط النهاية... الأمر ليس وكأننا سننتهي فجأة".
وبالمقال، قالت طبيبة الطوارئ والمحللة الطبية في شبكة "سي أن أن" لينا وين، إنه لا ينبغي النظر في الأمر على أنه سيتغير "بضغطة ذر".
كيف ستحدث العودة الطبيعية؟
ستكون هناك متغيرات يمكن أن تحدد بدء العودة الطبيعية، بحسب التقرير، وهي أولا "التحصين الكامل" للأفراد، ما يسمح بتخليهم عن بعض القيود الخاصة بهم، ثم تحصين أفراد العائلة والأصدقاء، ثم المجتمعات.
"وكلما تم تطعيم مجتمعك، زادت حمايتك، فإن الذهاب إلى الحفلات الموسيقية أو المطاعم الداخلية أو صالات البولينغ أو السينما بدون كمامة يصبح أكثر أمانا بمجرد تلقيح نسبة أكبر من الأشخاص من حولك"، بحسب راني.
متى ستحدث؟
يتوقع الدكتور بيتر هوتيز، عميد كلية بايلور للطب حدوث ذلك، بحلول الصيف المقبل، ويقول" "عند تلقي 80-85 في المئة من سكان الولايات المتحدة التطعيم، سنكون على الأرجح قد أوقفنا انتقال الفيروس أو حصرنا بشكل كبير انتقال الفيروس".
ويقول الخبراء إنه لن يتم الاعتماد على أرقام معينة لعدد الحالات اليومية لتحديد نسبة تراجع الخطر وإمكانية القول إن البلاد تجاوزت "خط النهاية". وتسجل الولايات المتحدة حاليا نحو 59 ألف حالة يومية.
مستشار البيت الأبيض وخبير الأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي، قال: "سيكون الأمر واضحا، لأن الأرقام ستنخفض بشكل كبير إلى حد ما".
ولفتت "سي أن أن" أيضا إلى أن المناطق ستختلف عن بعضها البعض فيما يتعلق بدرجة العودة، بحسب نسب الحالات فيها ومعدلات تلقي سكانها للتطعيمات.
وتوقع البعض قيام مسؤولي بعض المناطق بإلغاء قوانين فرض ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، إلا أن تلك المناطق قد تعيد فرضها مع حلول فصل الشتاء، عندما قد تزداد الحالات مرة أخرى بسبب برودة الطقس وبقاء الناس في الأماكن المغلقة فترات أكبر.
ورغم التفاؤل بإمكانية العودة للحياة الطبيعية خلال أسابيع لكن قد تتأخر هذه العودة بسبب تردد عدد من الأميركيين في أخذ اللقاحات، بحسب التقرير.
وتزداد أهمية هذه المسألة مع تحور الفيروس، فرغم أن اللقاحات الحالية يبدو أنها تعمل بفعالية ضد السلالات الحالية، لكن الطفرات الجديدة في المستقبل قد تسبب مشكلات، ما يعني ضرورة تطعيم عدد أكبر من الناس لتقليل فرص تفشي الفيروس وتحوره.