خاص - الأستاذ عيسى محارب العجارمه - الافلاس الفكري ظاهرة عامة، اصابت الناس بحالة من الاحباط العام، فصدارة المشهد الاعلامي، صارت لبعض حثالة الطابور الخامس، سواء بفصيل المعارضة الخارجية العميلة، أو من لف لفيفها بالداخل الأردني، والتي باتت وللأسف توجه الدفة الفكرية للبلد، مقابل مجموعة من خفراء البلادة الذهنية، في الصحافتين الورقية والالكترونية، تخبط خبط عشواء، في دفاعها عن الدولة الأردنية، وثوابتها الصحية وغيرها.
كانت البداية بارتداء كمامة دبل، ومن ثم تسليم نوبة الحراسة بتمام الثامنة صباحا، في المنشأة التي اخفر أبوابها، ثم المشي لساحة الباصات لناعور، صويلح، قاعة يا هلا ٢ بالمدينة الرياضية، لتلقي الجرعة الثانية من للقاح "سبوتنيك V" الروسي المضاد لكورونا، حيث كنت تلقيت الجرعة ١ قبل قرابة الشهر.
والذي حصل على إجازة الاستخدام الطارئ للقاح الروسي مع بداية آذار ، بعد فترة طويلة من دراسة الملفات الفنية المقدمة من قبل الشركة الروسية.
وبذلك يكون اللقاح الروسي، خامس مطعوم يجيز الأردن استخدامه، وذلك ضمن الجهود الحكومية لمحاربة فيروس كورونا المستجد..
نزلت من الحافلة القادمة من صويلح تحت الجسور المعلقة على دوار المدينة الرياضية، وهالني حجم الإنجاز، بعدما كنت اناظر قبله تمام مشروع الباص السريع، كنت اتعلثم بخطاي كبدوي في باريس، فأنا لم أعد ذاك الشاب الذي يستهويه صخب الحاضرة.
وعدت ادراجي بالذاكرة لشعبة التجنيد والتعبئة العامة عام ١٩٨٥ ، بذاك المكان وانا ادلف مكتب العقيد علي عقلة مدان بني صخر، على نفس الدوار، مع عمي المرحوم المقدم احمد عودة محارب قائد كتيبة الدبابات ١٤ الملكية، بحثا عن إجراءات تجنيدي فمن هنا مر الجيش الحر لا الكر، وغالبت دمعة لزمن جميل ورجال فراقهم احر من الجمر.
كنت بلباس العمل والقميص الذي يزينه علم الاردن، وشعار مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وانا ابحث عن مدينة أو دولة أو رمز، فلم أجد الا الملك الرمز، الذي يقول يا انا وحدي، أسفل الجسور الجميلة، وكذلك الظل بهذا اليوم الرمضاني، ولكنها تعثرت على ما يبدو مع تعثر مشروع الباص السريع.
كل هذا وذاك ذاك، وانا أشاهد صرح الشهيد، واستاد عمان الدولي لكرة القدم، قبل ولوج البوابة الرئيسية، ولربما دهستني إحدى السيارات المسرعة القادمة من شارع الجاردنز، عفوا شارع الشهيد وصفي التل، وانا احمل بقلبي وعلى كتفي هم وطن، وليس مجرد بحث عن جرعة مطعوم لداء كورونا المرعب، فهناك غيره الف كورونا.
جلست على كرسي اخذ اللقاح، وكنت قد تجاوزت معضلة نسيان هاتفي النقال اللوكس، قبل يومين بالمنزل، من خلال الأدب الرفيع، لشباب الأمن العام على أبواب قاعة يا هلا ٢، وشكرت للممرضة الشابة من كوادر وزارة الصحة خفة يدها، مع زميلاتها وزملائها من مرتبات مديرية الخدمات الطبية الملكية.
غادرت من جانب استاد عمان الدولي لكرة القدم، وتذكرت جماهير الفيصلي والوحدات، وغسان جمعه وخالد عوض زيكو، ونزلت دمعت ثانيه عليه، وعلى ذاك الزمن العظيم، بجنبات الاستاد الخالي اليوم، فهل تنتهي جائحة كورونا، وتعود تلك الجماهير، وشغبها المحبب للنفس، تملأ جنباته من جديد، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يكون قريبا ولله الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه.
واتساب ٠٧٧٦٠٥٧٨٣١