زاد الاردن الاخباري -
بعد إثارة الرعب في قلوب الأردنيين على خلفية تصريحات حكومية حذرت من السلالة الهندية المتحورة ومدى خطورتها، طمأن استاذ علم الفايروسات الدكتور عزمي محافظة المواطنين قائلاَ: ما ينشر في هذا السياق غير دقيق ولا يستدعي الذعر والرعب من المتحور الهندي الذي أعلن عن اكتشافه مؤخرا”.
وأوضح محافظة في تصريحات صحفية أنه لا يختلف كثيرا عن المتحورات الأخرى، سواء البريطانية أو البرازيلية أو الإفريقية، ولم يثبت علميا مقاومة السلالة الهندية للمطاعيم والأجسام المضادة الناتجة عن الاصابة.
وحذّر محافظة من الفايروسات التي تنتقل من دولة إلى أخرى، ما يستوجب أخذ الاحتياطات اللازمة، ومنها إجراءات السلامة العامة المعتادة كون هذه المتحورات تمتاز بسرعة انتشار وانتقال العدوى.
وأشار إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة للأردن يتمثّل في عدم اقبال الناس على المطاعيم، ما يتطلب من الجهات المعنية تحفيز المواطنين لتلقي اللقاحات، حيث أن عدد المسجلين يبلغ نحو (1.4) مليون شخص، فيما بلغ عدد متلقي الجرعة الأولى أو الثانية (800) ألف شخص، وامتنع نحو (200) ألف من المسجلين على المنصة عن أخذ اللقاح وهي نسبة كبيرة تقدّر بـ(30%) من متلقي اللقاح.
وانتقد عدم الإعلان عن أية اجراءات تخفيفية منذ توجيه الملك للحكومة بالموازنة بين الصحّة والاقتصاد قبل أسبوع، دون أن يحدث شيء.
كما انتقد محافظة أيضا تصريحات بعض الوزراء حول التنبؤ بتحسّن الحالة الوبائية بعد شهرين، قائلا: “لا أعلم كيف يتم إطلاق هذه التصريحات، فنحن لا يمكننا أن نتنبأ بالحالة الوبائية لأسبوع، فكيف نستطيع أن نتنبأ بها بعد شهرين أو ثلاثة!”
من ناحيته، فتحَ وزير الصحة الأسبق وعضو لجنة الاوبئة السابق الدكتور سعد الخرابشة النار على الحكومة قائلاً، “أليس من الأجدر بحكومتنا الرشيدة أن تضبط وترشّد تصريحات بعض وزرائها الإعلامية قبل أن تضبط تصريحات أعضاء لجنة الأوبئة؟!”.
ودعا الخرابشة في تغريدة عبر تويتر إلى الغاء التسجيل على منصة لقاحات كورونا، وتسليم الملف كاملاً لوزارة الصحة وفتح كافة المراكز والمستشفيات لتقديم هذه الخدمة لكل من يطلبها إذا كنّا جادين بتحقيق نسبة تغطية عالية بتطعيم الكورونا في القريب.
وأكد أن الوزارة أدارت مئات حملات التطعيم تاريخياً وبنجاح كبير.
وفي الأثناء لم تهدأ منصات الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي من الانتقادات والسخرية والامتعاض وذلك بسبب تأخر اعلان القرارات الحكومية التخفيفية للتعامل مع جائحة كورونا، بعد مرور مدة الـ 48 ساعة التي أعلنها رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مساء الأحد الماضي.
في حين ترى الحكومة الحكومة من هذا التأخير هو خروجها بقرارات متوازنة بعيدة عن عواطف الناس والبحث عن شعبويات تعود لسبب واحد هو الخوف من عودة انتشار الوباء خاصة مع انتشار السلالة الهندية عالميا.
وعجت صفحات النشطاء بعبارات وعدة تساؤلات مثل ” بجهزوا في اجراءات مشددة، لماذا كل هذا التأخير شكلهم بطلوا”، في حين اعتبر اخرون ان الحكومة تتبع سياسية التحذير من خلال تخويف الناس من المتحور الهندي لذلك لم تفصح عن ما هو قادم من اجراءات بسرعة “.
وعلى ضوء ذلك، استهجنَ رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الانسان، الدكتور ارحيّل الغرايبة، استمرار تخويف الناس من تزايد عدد الاصابات في الهند، لافتا إلى أن الوضع الوبائي في الأردن في بعض المراحل كان اسوأ منه في الهند حاليا.
ورأى الغرايبة في منشور عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: “إن تسليط الأخبار على الهند في ظلّ الحديث عن تخفيف الاجراءات التقييدية في الأردن هو حديث فجّ وسطحي وغير علمي”.
وأوضح: “إن عدد سكان الهند يصل إلى (1.3) مليار نسمة، بينما عدد سكان الأردن يصل إلى (10) مليون نسمة، أي أن عدد سكان الهند هو (130) ضعف عدد سكان الأردن، ولو قلنا أن الأردن سجّل في يوم (10000) اصابة، فهذه يقابلها في الهند (1.3) مليون اصابة في الهند”.
وأشار إلى أن تلك الأقام والحقائق تؤكد أن انفجار وزلزال الوباء كان أعظم من انفجار الهند “بالورقة والقلم”، وأما الاختلاف في العدد فهو عائد إلى ارتفاع عدد سكان الهند بـ (130) ضعف عدد سكان الأردن.
وبعد طول انتظار أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة صخر دودين، الأربعاء، أن الحكومة ستوقف العمل بالحظر الشامل يوم الجمعة ابتداء من 30 نيسان/أبريل الحالي؛ لتكون الإجراءات فيه كأيّ يوم آخر من أيّام الأسبوع.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في دار رئاسة الوزراء، "يستمرّ العمل بالحظر الجزئي الليلي وفقاً لما هو معمول به الآن، بما في ذلك أيّام الجمعة".
وتابع أن الحكومة قررت السّماح للمواطنين بالخروج سيراً على الأقدام لأداء صلاتيّ العشاء والتراويح في المساجد، ولمدّة يحددها وزير الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلاميّة اعتباراً من يوم الجمعة المقبل الموافق للثلاثين من نيسان/أبريل، وللعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وأوضح أنه "سيتمّ فتح الحدائق العامّة والمحال التجاريّة بداخلها اعتباراً من الثلاثين من شهر نيسان/أبريل الحالي".
وتابع دودين أن "الهدف الأساسي لجميع الإجراءات التقييديّة التي نتخذها، بالإضافة إلى تكثيف حملة المطاعيم، هو الوصول إلى الصّيف الآمن المنشود الذي نستهدفه مع مطلع شهر تمّوز/يوليو المقبل".
الى ذلك قال وزير الصحّة الدكتور فراس هوّاري: "لو لم نتّخذ الإجراءات التقييديّة خلال الفترة الماضية كانت الحالات ستزداد بنسبة 250%، ولولا فرض حظر الجمعة والحظر الليلي لزادت الإصابات بنسبة 48%".