زاد الاردن الاخباري -
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب نقله التلفزيون الخميس تأجيل الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة أهل القدس الشرقية.
كان عباس قد رفض في وقت سابق الخميس إجراء الانتخابات دون مشاركة القدس وذلك بعدما رفضت إسرائيل طلبه مشاركة المدينة حسب الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.
وقال عباس "أمام هذا الوضع الصعب قررنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها في هذه الانتخابات، فلا تنازل عن القدس ولا تنازل عن حق شعبنا في القدس في ممارسة حقه الديمقراطي".
وأبلغ الرئيس الفلسطيني ممثلي الفصائل المنضوية في اطار منظمة التحرير الخميس، أن تل أبيب امتنعت عن إعطاء جواب بشأن إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة، بذريعة "عدم وجود حكومة إسرائيلية".
وقال "اليوم وصلتنا رسائل من إسرائيل (بشأن إجراء الانتخابات في القدس) بأنهم لا يستطيعون إعطاء جواب لعدم وجود حكومة إسرائيلية".
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي أبلغ الجانب الفلسطيني أيضا بإحباطه من عدم الرد الإسرائيلي على طلب إجراء الانتخابات في القدس".
وقال عباس “لن نذهب للانتخابات بدون القدس المحتلة. أريد انتخابات في القدس كما في الضفة الغربية”.
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي هدد باعتقال رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية حنا ناصر، في حال ذهب إلى القدس للتحضير لإجراء الانتخابات.
وجاء الاجتماع قبل يوم واحد من بدء المرحلة ما قبل الأخيرة من الانتخابات، وهي مرحلة الدعاية الانتخابية، التي من المقرر أن تنطلق مطلع شهر أيار/مايو المقبل، حال استمرار إجراء الانتخابات وفق الجدول الزمني المعلن عنه من لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية.
ويحذر الفلسطينيون من إلغاء أو تأجيل العملية الانتخابية برمتها، في حال عرقلة إسرائيل إجراء الانتخابات في القدس.
وسبق للفلسطينيين من سكان القدس الشرقية، أن شاركوا في الانتخابات الفلسطينية في الأعوام 1996 و2005 و2006 ضمن ترتيبات خاصة متفق عليها، بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أبلغت إسرائيل، في فبراير الماضي، بقرارها إجراء الانتخابات بما فيها بالقدس داعية إياها الى عدم عرقلتها.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967، ثم ضمتها الى أراضيها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. ولا تسمح للسلطة الفلسطينية إجمالا بالقيام بأنشطة فيها.
ووفق بروتوكولات أوسلو، يُسمح لسكان مدينة القدس الشرقية بالانتخاب في مقرات البريد في المدينة التي تشرف عليها إسرائيل.
وقبيل الاجتماع قال الناطق باسم قائمة “القدس موعدنا”، التابعة لحركة “حماس”، علاء حميدان، أن حركته وقائمتها الانتخابية لن تشاركا في الاجتماع في ضوء عدم توجيه دعوات رسمية لعناوين الحركة والقائمة.
وأجريت آخر انتخابات في الأراضي الفلسطينية في عام 2006.
وحُدّد موعد لإجراء الانتخابات النيابية على أن تليها انتخابات رئاسية في 31 تموز/يوليو، في إطار اتفاق مصالحة بين حركة فتح التي يقودها عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
ويُتهم عباس من خصومه بالتذرّع بمسألة تصويت الفلسطينيين في القدس الشرقية لتأجيل الانتخابات، معتبرين أنه يريد إرجاءها لأنه قد يتعرض لهزيمة لا سيما بسبب الانقسامات الداخلية العميقة داخل حركة فتح.
تظاهرة في غزة رفضا لتأجيل الانتخابات
وشارك آلاف الفلسطينيين الخميس، في مسيرات في عدد من محافظات قطاع غزة؛ رفضا لقرار مرتقب من الرئيس محمود عباس بتأجيل الانتخابات.
وتوافد آلاف الفلسطينيين إلى مناطق متفرقة في قطاع غزة، بناء على دعوة من تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح الذي يرأسه القيادي محمد دحلان؛ رفضا لأي قرار بتأجيل الانتخابات.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإجراء الانتخابات في موعدها.
وقال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، عبدالحكيم عوض: إن ”تأجيل الانتخابات بمثابة نكبة فلسطينية جديدة وكبيرة، ستكون لها آثار وخيمة وعواقب سوداء على الشعب الفلسطيني“.
وأضاف عوض، في كلمة له أمام مقر لجنة الانتخابات المركزية بمدينة غزة، أن ”الانتخابات بمثابة الضوء في نهاية النفق؛ من أجل توحيد الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام“.
وتابع أن ”هذه الانتخابات ينبغي أن تُجرى وفقا للجداول الزمنية التي أعلنتها لجنة الانتخابات الفلسطينية، ولا يمكن القبول بخدعة الانتخابات في القدس، التي لا يمكن أن تنطلي على الجمهور الفلسطيني“.
من جانبه، قال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي توفيق أبو خوصة إنه ”لا شرعية لأحد دون انتخابات، فالشرعية الحقيقية هي شرعية الجماهير وإرادتها ونحتكم إليها جميعاً“.
وأضاف: ”لا نقبل بالانتخابات دون القدس، ونحن مؤمنون بقدرتنا في فرض إرادتنا على الاحتلال وممارسة العملية الانتخابية في القدس، دعايةً وانتخابا، رغماً عنه“.
وتتهم قوى فلسطينية عدة الرئيس الفلسطيني باستغلال هذا الأمر لتأجيل الانتخابات بعد الانقسامات التي شهدتها حركة فتح، والتي قد تؤثر على حظوظها في الانتخابات المقبلة.