زاد الاردن الاخباري -
قال نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن نقابة المهندسين درجت على الاصطفاف في خندق الشعب والوطن والأمة، والبقاء سدا منيعا مع شرفاء الامة في وجه غطرسة العدو الصهيوني وتطاوله السافر على الشعب الفلسطيني وممارسة أبشع انواع الاحتلالات التي عرفها التاريخ، وذلك استنادا الى الموروث التاريخي ومستقبل الاردن وفلسطين والدفاع عن مصالح الأمة.
جاء ذلك خلال افتتاحه ندوة عن بعد بعنوان "دعم مواطني القدس في احياء الشيخ جراح وسلوان ووادي الجوز"، التي عقدتها لجنة فلسطين والقضايا القومية في اتحاد المهندسين العرب، بحضور أمين عام الاتحاد الاستاذ الدكتور عادل الحديثي، وبمشاركة عدد من الاساتذة والمحامين والنقابيين والناشطين السياسيين، مبينا أن القدس اليوم، ثابت من ثوابت الأمة والضمير، وهي تكثيف لكل المأساة الفلسطينية وبحاجة الى وقفة حقيقية لدعم صمودها وصمود اهلها.
بدوره، قال امين عام اتحاد المهندسين العرب الدكتور عادل الحديثي، إن المنتفضين هم أمل الامة وسبيل تحررها، ولابد من الاستمرار بانتفاضتهم لحين تحقيق الانتصار، مؤكدا على أن وجهة المنتفضين هي فلسطين كل فلسطين، ولا يجوز ان تضعف الانتفاضة الحالية كما ضعفت سابقاتها، حتى لا يستغل العدو الصهيوني ذلك الضعف بالاستيلاء على المزيد من المنازل والاراضي المقدسة.
وتحدث في الندوة الدكتور جمال عمرو استاذ العمارة وتخطيط المدن في جامعة بيرزيت، مستعرضا ترجمة حرفية قام بها 60 عالم تخطيط مدن ومهندس معماري في بلدية الاحتلال وبتفويض من حكومة الاحتلال وبتمويل بلغ 15 مليون دولار على مدار 10 سنوات، لمخطط 2020 الصهيوني الرامي الى جعل ارض القدس أكثر ارضا وأقل سكانا من العرب، بجملة نازية فاشية عنصرية تكفي لإنزال أعلام الصهاينة من فوق كل العمارات واستجلاب القادة الصهاينة الى محاكم الجنايات الدولية.
وقال إن مخطط 2020 كان يرمي الى جعل نسبة سكان مدينة القدس من اليهود 70%، والسكان العرب 30% فقط، إلا أن ذلك المخطط تحول الى مخطط 2030 لتقليل نسبة السكان العرب بحيث تصبح 20% فقط في القدس الى 80% من اليهود، وبعد ان ادركوا ان ذلك لن يتحقق وضعوا مخطط 2050 يضم القدس العظمى التي ستبدأ من محافظة الخليل جنوبا وتشمل اراض عديدة وتستمر شمالا لتحيط برام الله والدول المجاورة، في حصار شامل على كافة تلك المناطق، وتضم مستوطنات الطوق الجنوبي والشمالي والشرقي حتى مشارف اريحا، بحيث يتم ترحيل العرب من الغور الشمالي وغور الاردن، وضم 3 أطواق استيطانية حول المدينة، ستضاف الى القدس ليصبح الفلسطينيون 11%من السكان و12 % من الارض فقط لا غير.
بدوره، أكد المحامي والناشط السياسي الاستاذ زياد ابو زياد، على ضرورة ان نميز بين موقعين مستهدفين في القدس من قبل قوت الاحتلال، وهما موقع وادي الجوز وموقع بيوت الشيخ جراح، مبينا ان الاستيلاء على تلك المواقع يتيح لإسرائيل ان تخلق جسما يمتد من القدس الغربية الى الجامعة العبرية وبالتالي فصل منطقة الشيخ جراح عن منطقة شعفاط، وفصل القدس عن جزء من محيطها الأساسي وفرض سهم استيطاني في داخل تلك المنطقة.
ولفت إلى أن هؤلاء اللاجئين يواجهون الان مشكلة الترحيل من بيوتهم والمشكلة الاساسية هي مشكلة اللجوء للقضاء الإسرائيلي، لأنه وفي حال قبلنا اللجوء للقضاء الاسرائيلي فنحن نقبل بالولاية القانونية للمحاكم الاسرائيلية على القدس العربية المحتلة وهذا مأزق يجب ان نفكر به جيدا وهو مأزق سياسي، ومن ناحية اخرى لا نعتقد ان المحاكم الاسرائيلية لها ولاية فيما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني لأن هذه المحاكم هي جزء من المنظومة الاسرائيلية والمخطط الاسرائيلي الاستيطاني وهي جزء من سياسة ومنهج وايدلوجية دولة اسرائيل كدولة احتلال ودولة توسع ودولة استيطان.
ولفت الى ان الحكومة الاردنية تستطيع أن تتوجه الى المحكمة الجنائية الدولية باعتبار اسرائيل تعتبر المواطنين في حي الشيخ جراح اردنيين، مؤكدا ضرورة تعزيز تحرك الاحتجاج الجماهيري في الشارع وتشكيل عملية ارباك وضغط على اسرائيل واستنهاض المجتمع الدولي والضغط الدولي على اسرائيل لوقف تلك الجرائم كافة.
وقال النقابي المخضرم والنائب السابق خالد رمضان، إن الصراع في القدس هو صراع على السيادة وليس صراع على العبادة فقط، فالقدس موضوع سياسي، كما ان صراعنا في القدس صراع على العلم الذي يرفع على القدس والاقصى وكنيسة القيامة وهو صراع على العلم الفلسطيني رمز السيادة للشعب الفلسطيني في القدس.
وأكد على أن وحدة الشعب الفلسطيني على امتداد العالم بخزاناته الثلاثة في الضفة وغزة وال48 والشتات، هي المدخل الان لموجهة التحدي السياسي واعادة اللحُمة الحقيقية للهوية النضالية الفلسطينية ليكون الجميع شركاء في النضال الفلسطيني.
وشدد على أن الجميع سواء مؤسسات مجتمع مدني او نقابات مهنية واحزاب وفعاليات ونخب، مطالب بالانخراط في تلك المعركة الخاصة ضمن الرؤية العامة، كما ان الحضور الرسمي المشترك الاردني والفلسطيني مهم في هذه اللحظة السياسية في وادي الجوز والشيخ جراح، لمحاولة وقف الاجرام بحق القدس وفلسطين.
وأكد على أن الشعب الفلسطيني اكبر من قياداته وهو المرجع، ويجب تكثيف الاشتباك مع النقابات المهنية المختلفة والاحزاب وتشكيل جبهة شعبية عريضة تدعم بالمال والسياسة والقانون، ويكون اتحاد المهندسين العرب حاملا لذلك الملف القانوني الشعبي، خاصة في ظل وجود انهيار رسمي عربي بشكل عنيف على صعيد سياسي، حيث اندفعت قوى النفط والغاز باتجاه الاندماج مع الصهاينة في فعل شعبي عربي علينا ان ندركه ونعترف به.
بدوره، أكد المهندس إميل الغوري، المتابع لقضايا القدس عامة وأملاك الكنيسة خاصة، ومن موقعه في مختلف لجان نقابة المهندسين واصوله المقدسية، على أن قضية القدس والشيخ جراح ينظر لها على أنها فلسطين بالكامل من بحرها إلى جبالها وسهولها وناسها.
وقال إن الموقف من القدس بمختلف قضاياها هو امتحان للإنسانية والحقوق الشرعية الدولية، إضافة إلى كونها امتحان للشعوب العربية والحركة العربية الشعبية على امتداد الوطن الكبير.
وأدار الندوة رئيس لجنة فلسطين والقضايا القومية في اتحاد المهندسين العرب المهندس ماهر النمري، وحضرها عضو مجلس نقابة المهندسين المهندس رائد الشربجي وأمين عام النقابة المهندس علي ناصر.